قال الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، إنه لم يحضر وداع نجلته أسماء الأخير إلا لاستكمال مسيرة الثورة حتى تنتصر وتحقق أهدافها، لا خوفاً على أجل ولا من سجن ظالم وإنما حرصًا على الرسالة التي قدمت روحها من أجلها.
وكتب «البلتاجي» في صفحته على «فيس بوك»، الإثنين، في رثاء لابنته: «ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة الشهيدة أسماء البلتاجي، لا أقول وداعًا بل أقول غدًا نلتقي، عِشت مرفوعة الرأس متمردة على الطغيان ورافضة لكل القيود وعاشقة للحرية بلا حدود وباحثة في صمت عن آفاق جديدة لإعادة بناء وبعث هذه الأمة من جديد لتتبوأ مكانتها الحضارية».
وأضاف: «لم تنشغلي بشيء مما ينشغل به من هم في مثل سنك ورغم أنك كنت دائمًا الأولى في دراستك فما كانت الدراسة التقليدية تشبع تطلعاتك واهتماماتك، ولم أرتوِِ من صحبتك في تلك الحياة القصيرة، خاصة أن وقتي لم يتسع لأسعد وأستمتع بتلك الصحبة وفي آخر جلسة جلسناها سويًا في ميدان رابعة عاتبتيني قائلة (حتى وأنت معنا مشغول عنا) فقلت لك (يبدو أن الحياة لن تتسع لنشبع من بعضنا أدعو الله أن يسعدنا بالصحبة في الجنة لنرتوي من بعضنا البعض)».
وتابع: «رأيتك قبل استشهادك بيومين في المنام في ثياب زفاف وفي صورة من الجمال والبهاء لا مثيل لها في الدنيا حين رقدت إلى جواري سألتك في صمت هل هذه الليلة موعد زفافك فأجبتيني (في الظهر وليس في المساء سيكون الموعد)، حينما أخطرت باستشهادك، ظهر الأربعاء، فهمت ما عنيتِ واستبشرتِِ بقبول الله لشهادتك وزدتيني يقينًا بأننا على الحق وأن عدونا هو الباطل ذاته».
وواصل «البلتاجي» رثاءه: «ارتقت روحك وأنت مرفوعة الرأس (مقبلة غير مدبرة) صامدة مقاومة للطغاه المجرمين أصابتك رصاصات الغدر والندالة في صدرك، ما أروعها من همة وما أزكاها من نفس، أثق أنك صدقتِ الله فصدقك واختارك دوننا لشرف الشهادة».
واختتم: «أخيرًا ابنتي الحبيبة وأستاذتي الجليلة، لا أقول وداعًا بل أقول إلى اللقاء، لقاء قريب على الحوض مع النبي الحبيب وأصحابه، لقاء قريب في مقعد صدق عند مليك مقتدر، لقاء تتحقق فيه أمنيتنا في أن نرتوي من بعضنا ومن أحبابنا ريًا لا ظمأ بعده».