اتفق عدد من قيادات الأحزاب والقوى السياسية على أن إلغاء جماعة الإخوان المسلمين وحزبها المليونية التى كانا قد قررا عقدها، الثلاثاء، أمام جامعة القاهرة، ليس بهدف حقن الدماء، وإنما لعلمهم أن الشارع ليس معهم، وخشيتهم من أن تكون مليونية القوى المدنية أكبر منهم.
قال الدكتور أحمد دراج، أمين عام حزب الدستور، إن تراجع الإخوان عن مليونية اليوم بالقاهرة لعلمهم أن الشارع ليس معهم، خاصة بعد رفض أهالى عابدين تنظيم المليونية بالميدان، إلى جانب أن الإخوان سيعانون، عند عودة أتوبيساتهم إلى المحافظات مرة أخرى من هجوم محتمل من المواطنين على أتوبيساتهم.
ولفت «دراج» إلى أن سلوك الإخوان المسلمين بطبيعته عنيف وليس حضارياً كما يحاولون أن يظهروا، لذلك توقع أن تكون للتراجع أسباب أخرى، وأن يكون تمهيداً لخطوة أخرى، موضحاً أنه فى حالة إصرار الرئيس على بقاء الإعلان الدستورى فسيدفع البلاد لاحتراب داخلى، واصفاً الإعلان الدستورى بأنه انتقام من الشعب ومن مؤسسات الدولة .
وقال وحيد عبدالمجيد، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، إن مليونية الإخوان لم تكن إقامتها مبررة من الأساس، وإن الدعوة لها من الأصل كانت خطأ، وإلغاءها يعتبر تصحيحاً لهذا الخطأ، وأفضل أنهم تداركوا هذا الخطأ.
وأضاف «عبدالمجيد» أن الإخوان عليهم أن يتداركوا الخطأ الأكبر، وهو الوضع المأساوى الذى تعيشه مصر، بسبب الإعلان الدستورى الذى لا يمت بصلة لأى دساتير فى العالم.
وقال نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، إن السبب الرئيسى لإلغاء المليونية هو أن شكلها كان سيكون أقل من مليونية القوى المدنية المعارضة للإعلان الدستورى.
وأوضح «زكى» أن الرأى العام لا يمكن أن يوافق على إعلان يلغى أهداف ومبادئ الثورة،وشكك صلاح عدلى، رئيس الحزب الشيوعى، فى نية الإخوان حقن الدماء «كما ادعوا فى بيان تراجعهم عن مليونية اليوم»، فلم تدع القوى المدنية لإراقة الدماء حتى يتجنبها الإخوان، «والسبب أنهم نزلوا ميدان التحرير وتعدوا على القوى المدنية قبل أسابيع»، فتراجعوا لأسباب سياسية من بينها أنهم يعلمون أن مظاهرات الرفض ستكون حاشدة، وستعكس واقع الإرادة الشعبية فى رفض الإعلان الدستورى وإسقاطه.
وقال عماد سيد أحمد، رئيس حزب العدل، إن تراجع الإخوان ليس لحقن الدماء، بدليل أن مسيراتهم بالإسكندرية ودمنهور وطنطا والسويس لم يتم إلغاؤها، لكن بسبب رفض أهالى عابدين ومن بعدهم طلبة جامعة القاهرة الذين حطموا منصتهم، الاثنين ، أثناء خروجهم من الجامعة.
ولفت رئيس «العدل» إلى أن «واشنطن بوست» نشرت، الاثنين ، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما نصح الرئيس مرسى بعدم خروج الإخوان بالقاهرة، لأن لديهم معلومات بأنها ستكون مظاهرات حاشدة، قد تصل لحالة عدم استقرار، وتكون نهاية الرئيس مرسى، مشيراً إلى أن لديه معلومات بأن مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين استضاف 3 من مساعدى الرئيس هم الدكتور عصام العريان وعصام الحداد والمستشار محمود مكى، وعدداً من خبراء القانون لصياغة الإعلان الدستورى، قبل إرساله لرئاسة الجمهورية لإعلانه.