x

«نيوزويك» تتحدث مع عائلة عبد الفتاح السيسي

الجمعة 16-08-2013 20:48 | كتب: فاطمة زيدان |
تصوير : other

تحت عنوان «الديكتاتور الغامض.. ماذا يريد رجل مصر القوى».. تحدثت مجلة «نيوزويك»، الأمريكية، عن الفريق أول عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع، قائلة إنه بلاشك أصبح لدى مصر «رجل قوى» جديد، بعد تدخل الجيش لعزل الرئيس السابق، محمد مرسى، الشهر الماضى، فى أعقاب احتجاجات فى جميع أنحاء البلاد.

وأضافت المجلة، فى تقرير مطول، ظهر على غلاف عددها الأخير، كتبه مراسلها فى القاهرة، مايك جيجليو، ومدير مكتبها فى باريس، كريستوفر ديكى، أن صور السيسى، القائد الفعلى للبلاد، بحسب تعبيرها، باتت فى كل مكان فى شوارع القاهرة، أكثر من هدايا أبو الهول التذكارية.

وأوضحت أنه بعد أكثر من شهر من توليه السلطة، يظل السيسى شخصية «مبهمة»، تماماً مثل نظارته الشمسية، مشيرة إلى أنه رغم مقارنته بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فإن قلة من الناس تعرف معلومات عن أسرته أو خلفيته، حيث إنه نادر الحديث مع الصحفيين، كما أن أصدقاءه المقربين وحلفاءه يترددون فى التحدث عنه، مشيرة إلى أن «فهم السيسى أصبح أمرا بالغ الأهمية لمعرفة إلى أين تتوجه مصر».

وقالت المجلة إن «السيسى» تربى فى حى الجمالية فى القاهرة، وسط أسرة «متدينة»، كذا الغالبية العظمى من المصريين، مشيرة إلى أن والده كان يمتلك «بازاراً فى خان الخليلى»، ونقلت المجلة عن أحد أقربائه، وهو المسؤول عن إدارة البازار الآن، يدعى حسين، قوله إنه «لا يحتاج إلى الحديث عن السيسى، فعندما يتحدث عن والده كأنه يتحدث عن أولاده، فهم نسخة منه».

وأضاف «حسين» أن «والد السيسى كان يحب القراءة فى التاريخ والقانون، والاستماع إلى أغانى أم كلثوم الوطنية، كما كان يعرف كبار رجال الدين الذين كانوا زبائنه فى البازار، وكذلك أصدقاؤه»، مشيراً إلى أنه «كان محافظاً ولكنه لم يكن متطرفاً». وتابع: «السيسى لديه 3 إخوة و5 أخوات، وكلهم جامعيون».

ومضى يقول: «عبدالفتاح مثل والده تماماً، فقد كان والده جيداً للغاية فى إلهام كل من حوله.. عندما ينظر إلى عينيك يعرف ما تريد أن تقوله، وكان يعرف كيفية إرسال الرسائل لمحدثه، حيث كان يعرف كيفية الحديث مع الطبيب، ومع العامل، وقد أخذ أولاده هذه الصفة منه».

واستطرد: «كان والد السيسى يحب التجارة فأصبح ابنه حسن تاجراً، وكذلك كان يحب القانون فأصبح أحمد قاضياً، كما كان دقيقا ومنظما مثل الجنرالات وهكذا أصبح ابنه عبدالفتاح، ولكنه ورغم حبه إطلاق النكات، فإن ابنه عبدالفتاح نادراً ما يمزح، فيمكنه الجلوس لفترة طويلة، ولا يتحدث سوى بعبارة واحدة فقط أو اثنتين، فهو مستمع جيد». وأشار أحد أقربائه، يدعى تامر، وهو أحد العاملين فى البازار، إلى أن «أسرة السيسى كانت تطلق عليه الجنرال منذ صغره».

وقالت المجلة إنه «خلافاً لرجل مصر القوى السابق، حسنى مبارك، الذى كانت أسرته وزوجته معروفين لدى المصريين، فإن السيسى لديه خصوصية شديدة»، فوفقاً لشقيقه الأكبر، أحمد السيسى، الذى وافق على الحديث للمجلة على مضض، فإن «السيسى لديه 3 أبناء وابنة واحدة، وزوجته ترتدى الحجاب التقليدى، ولا تعمل، تماماً مثل شقيقاته الخمس، حيث إن نساءنا لا يعملن ولكنهن يبقين فى المنزل لتربية الأطفال».

وأشارت المجلة إلى أن رجال أسرة السيسى يسعون لمهن طموحة، ناقلة عن أخيه أحمد قوله: «نحن نأتى من عائلة تقود ولا تُقاد».

وأضافت المجلة أن «السيسى» لم يشهد كل الحروب الكبرى فى مصر، فقد ولد عام 1954، موضحة أن الفترة التى خدم فيها فى الجيش أصبحت فيها المؤسسة العسكرية تستقطب المجندين من جميع أنحاء المجتمع المصرى، وبهذا المعنى باتت المؤسسة الأقرب إلى الاحترام فى دولة تعانى من المحسوبية والفساد.

وتابعت: «فى عهد مبارك ازدهر المجمع الصناعى العسكرى المصرى كما لم يحدث من قبل، وحقق كبار الضباط، أمثال المشير محمد حسين طنطاوى، وعدد آخر من أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ثروات كبيرة، ولكن، وعلى سبيل المقارنة، فإن السيسى نظيف نسبياً»، بحسب تعبير المجلة.

وأشارت إلى أنه تم اختيار السيسى للدراسة فى الكلية الحربية فى الجيش الأمريكى عام 2006، خلال لحظة مشحونة فى الشرق الأوسط، بالنسبة للأمريكيين وكذلك للعرب، وقد وجد السيسى فى الكلية المرموقة والتاريخية نفسه فى مواجهة مع ضباط أمريكيين قادمين من العراق، حينما كان يروج الرئيس الأمريكى، حينها، جورج بوش لـ«أجندة الحرية» فى الشرق الأوسط، بينما كان ينفق حوالى 2.5 مليار دولار كل أسبوع على الحرب فى العراق، وتقريبا نصف المبلغ كمساعدات سنوية لمصر، حيث كان يتم تزوير الانتخابات لإعادة مبارك إلى السلطة. وفقا لشريفة زهور، أحد أساتذة السيسى فى الكلية الحربية الأمريكية، فإن «السيسى كان على استعداد للنقاش مع الضباط الأمريكيين، بشكل غير عدوانى، فقد كان يغضب ولكنه يمتلك الكثير من ضبط النفس»، مشيرة إلى أنه «كان يعرف الكثير عن التراث المصرى والإسلامى، ويفتخر به».

ورأت المجلة أنه ليس أمراً مفاجئاً الآن أن يُظهر هذا «الجنرال الفخور» عدم احتياجه للولايات المتحدة، فمنذ الإطاحة بمرسى وجد السيسى العائلات المالكة فى دول الخليج أكثر سخاء من واشنطن، وفى رأيه فإن مصر حصلت على قليل من الدعم من الولايات المتحدة عندما تحول مرسى لرئيس مستبد، وخرب الإخوان الإرادة الشعبية، كما قال فى مقابلة مع «واشنطن بوست»، وهو ما رأته المجلة «رسالة واضحة إلى البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية، وربما إلى أصدقائه القدامى فى الجيش الأمريكى، مفادها أن مصر تقود ولا تُقاد».

وقالت المجلة إنه بعد إقالة طنطاوى، وجد المصريون وجهاً أصغر وأقل شهرة فى موقعه، وهو السيسى، مؤكدة أنه وفقا لعدد من المصادر المطلعة فإن طنطاوى هو من اختار السيسى خلفا له.

وأضافت: «فى الوقت الذى انتقلت فيه البلاد نحو انتخابات عام 2012، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن جماعة الإخوان المسلمين هى من ستفوز بالرئاسة، وحينها أدرك رجال الأعمال وضباط الجيش أنهم مضطرون للجوء إلى التفاوض مع أعدائهم السابقين حول كيفية تأثير انتصار الإخوان على الجيش، مشيرة إلى أن مرسى كان ممثل الإخوان فى تلك المحادثات، فيما تكلم السيسى نيابة عن الضباط».

ومضت تقول: «وبعد انتخاب مرسى انتقل الرئيس الجديد بسرعة لتغيير ديناصورات الجيش، فتعجب الناس من عدم مقاومة القيادة العليا لقراراته، دون أن يدركوا أنه كان تغيير فى الأجيال أو ثورة داخل المؤسسة العسكرية نفسها، بقيادة السيسى، الذى عينه مرسى وزيراً للدفاع، معتقداً على ما يبدو أنه لا هو ولا غيره من الجنرالات سينقلبون عليه طالما أنه يحترم امتيازاتهم الاقتصادية».

ومضت تقول إنه «أيا كانت أهدافه الأصلية، فإن السيسى بدأ نهاية العام الماضى يناور للوصول لمنصب أكثر طموحاً بكثير، وذلك فى الوقت الذى بدأ فيه مرسى الحصول على سلطات ديكتاتورية، وإقصاء معارضيه، ما أدى إلى اندلاع أعمال شغب دموية، وتصاعد البلاد نحو الفوضى».

واستطردت: «حينما طُلب من قوات الأمن الدفاع عن النظام الذى لا يحظى بشعبية على نحو متزايد، بدأ السيسى التصرف فى العلن كلاعب مستقل عن حكومة مرسى، ودعا إلى اجتماع لإجراء محادثات مع جماعات المعارضة، وبدأ ضباط المخابرات العسكرية فى التواصل سراً عبر وسطاء مع أولئك الذين أرادوا إرغام مرسى على ترك منصبه»، وفقاً لمصادر للمجلة.

وأوضحت المجلة: «فى مايو اجتمعت النخب من الحرس القديم، بمن فى ذلك المثقفون والصحفيون، مع السيسى، فى مناسبة عسكرية وشجعوه على التدخل، لكنه قال لهم لا تتعجلوا، ومع اقتراب موعد المظاهرات المخطط لها فى 30 يونيو تم تشجيع الناشطين من قبل الوسطاء المتحدثين باسم الجيش لبناء ضغط فى الشارع، وفقاً لأحد قادة الاحتجاجات، ولجنرال متقاعد عمل كوسيط بين المؤسسة العسكرية والمعارضة، ولكن فى الخلفية، انتظر السيسى اللحظة المناسبة، بصمت، وأعطى مرسى والإخوان الحبل الذى شنقوا به أنفسهم، ثم أخيراً خرج إلى النور ليكشف ما كان يبنيه بعناية».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية