قال الكاتب الصحفي روبرت فيسك، في صحيفة «إندبندنت» البريطانية، أن الأحداث التي جرت في مصر، الأربعاء، عمّقت الشرخ في المجتمع المصري، وجعلت رأبه مشكلة قد تستمر عدة سنين.
وصرح فيسك في مقاله في الصحيفة بعنوان «مجزرة القاهرة: هل يمكن للمسلمين أن يؤمنوا بصناديق الاقتراع مرة أخرى؟»، بأن ملايين المسلمين في مصر يعتبرون طريق الديمقراطية انتهى وأن الذين يسعون لإقامة دولة على أساس ديني لن يثقوا بصناديق الاقتراع مرة أخرى.
وأشار إلى أن الأحداث ليست كما يحاول الغرب إظهارها، فالعنف الذي نشب داخل المجتمع المصري، تسبب في إحداث جروح قد تمضي سنوات طويلة قبل علاجها.
وأوضح أن العنف انتشر بين اليساريين والعلمانيين والمسيحيين من جهة والقرويين السُّنيين من جهة أخرى، وبين الشعب والشرطة وبين الإخوان المسلمين والجيش، وهذا ما دعا البرادعي للاستقالة، وكانت النتيجة التي لا مفر منها لجميع تلك الأحداث هي حرق الكنائس.
وذكر فيسك أن الإسلاميين وصلوا إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع في الجزائر عام 1992 وفي مصر عام 2012، لكنهم استُبعدوا من الحكم بقوة السلاح في كلا الحالتين، مؤكدًا أن ما حدث ليس له مسمى آخر غير كلمة «انقلاب»، كما سماه السيناتور الجمهوري جون ماكين.
وشدد فيسك على أن مصر لن تكون سوريا جديدة، لأن تاريخ مصر لم يشهد قط صراعًا طائفيًا، لكنه أكد على أن مفهوم مصر أم العرب وأنها ترى كل مواطنيها كأولادها، قد مات ولم يعد موجودًا بعد أن تم شيطنة الإخوان المسلمين وإظهارهم على أنهم أعداء الأمة وإرهابيون، وكأنهم ليسوا مواطنين في هذا البلد.
وكانت صحيفة «إندبندنت» قد نشرت خبرًا على صفحتها الأولى بعنوان «يوم العار في مصر»، أما «جارديان» فاختارت عنوان «المداهمة الدموية في مصر»، وصدرت صحيفة «تايمز» بعنوان «مقتل المئات من المصريين في يوم المذبحة»، وعنونت صحيفة «ديلي تليجراف» افتتاحيتها بـ «مصر على شفا حرب أهلية».