أكد اللواء أركان حرب سيد حرحور، محافظ شمال سيناء، استعداد المحافظة لاستقبال المصابين الفلسطينيين للعلاج بعد انتهاء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، مشدداً على أن ما يتردد حول وجود نية لتوطين الفلسطينيين داخل سيناء افتراء على القيادة فى مصر وفلسطين.
ونوه «حرحور»، فى حواره مع «المصرى اليوم»، إلى أن إقامة منطقة حرة على الحدود بين قطاع غزة ومصر يمثل خطورة على الأمن القومى المصرى، لافتاً إلى أن الأنفاق الحدودية تمثل خطراً على مصر بأكملها، وفيما يلى نص الحوار:
■ من المتوقع زيادة أعداد المصابين الفلسطينيين القادمين للعلاج فى مصر بعد توقف القتال فى غزة.. ما استعداداتكم لمواجهة الأمر؟
- تم إمداد المحافظة بقوافل طبية من القاهرة، ومستشفيات رفح، والعريش، وبئر العبد، والقوات المسلحة، وكلها جاهزة لاستقبال أى حالات والتعامل معها، وتم التنسيق مع الهلال الأحمر بشمال سيناء، ومعبر رفح مفتوح طوال 24 ساعة لاستقبال الأشقاء الفلسطينيين، وإجراءات العبور روتينية وميسرة للغاية.
■ ما استعدادات المحافظة من حيث السلع والخدمات؟
- لدينا مخزون من السلع التموينية والاستهلاكية، كما وصلتنا إمدادات من السلع للطوارئ، وهناك تنسيق بين المحافظة والقوات المسلحة ومديرية الأمن والمخابرات العامة والأمن الوطنى، من أجل توفير جميع الاحتياجات وقت الضرورة.
■ المواطن السيناوى يعتبر أن الأنفاق التى تربط مصر بغزة السبب فى أزمات نقص السلع والبنزين.. ما رأيك؟
- الأنفاق لها تأثير سلبى خطير ليس على شمال سيناء فقط بل على جميع أنحاء الجمهورية، خصوصاً فى المجال الاقتصادى، وسيارات التهريب من الصعب التحكم فيها لأنها تسير بفواتير رسمية على أنها مخصصة لمحافظة شمال سيناء ولذلك تمر بسهولة من نفق الشهيد أحمد حمدى قادمة من السويس.
■ هل ناقشت تلك الأمور مع الفريق أول عبدالفتاح السيسى خلال لقائك به مؤخراً؟
- بالتأكيد، وأخبرته أن غلق الأنفاق عملية أمن قومى، وقد وعد بغلقها، والقوات المسلحة حالياً تنفذ عملية تدمير تلك الأنفاق، كما تناقشت مع وزير الدفاع فى قضية الانفلات الأمنى وكيفية دعم القوات المسلحة للشرطة لاستعادة الأمن، والجيش يقوم بدور كبير فى سيناء حيث قام بحفر 14 بئراً للمياه، وفى خطتهم حفر 15 بئراً أخرى وكذلك تنشئ القوات المسلحة محطات لتحلية المياه، وتخطط لإنشاء قرية بدوية نموذجية.
■ ما حقيقة ما تردد عن سقوط صواريخ إسرائيلية داخل الحدود المصرية؟
- بكل صراحة، سقط صاروخان فقط على الشريط الحدودى نفسه فى المنتصف وليس داخل مصر، وأعتقد أنهما سقطا بالخطأ من جانب المقاومة الفلسطينية.
■ هل ما يقال حول توطين الفلسطينيين فى شمال سيناء حقيقى؟
- هذا الكلام غير صحيح جملة وتفصيلاً، وفيه ظلم وافتراء على القيادة المصرية والأشقاء الفلسطينيين، ولم يبلغنى أى مواطن سيناوى بشراء فلسطينيين أى أراض فى سيناء، ونحن جاهزون لاستقبال أى نازحين لكن بموافقة الجهات السياسية والسيادية بالدولة ووفقاً لضوابط محددة، وطبعاً التوطين مرفوض.
■ ما رأيك فى مشروع المنطقة الحرة بين مصر وغزة التى دار الكثير من الكلام حولها فى الفترة الماضية؟
- أرفض هذا المشروع، لأن به الكثير من السلبيات، نظراً لوقوعه على المنطقة الحدودية، وهناك خطر على الأمن القومى المصرى من تلك الفكرة.
■ هل خط الغاز بين مصر وإسرائيل لايزال يعمل؟
- أرفض الإجابة عن ذلك السؤال.
■ هل لمست فى أداء الرئيس مرسى وحكومته عدم الجدية فى التعامل مع سيناء؟
- كل المسؤولين بالدولة يعطون اهتماماً كبيراً بسيناء، كل شىء تغير فى مصر بعد الثورة، والرئيس محمد مرسى والحكومة يقدران أهمية سيناء واستراتيجيتها بالنسبة لمصر، والقيادة السياسية تتابع كل ما يحدث فى سيناء لحظة بلحظة.
■ ماذا عن قرار تمليك الأراضى للمصريين بسيناء؟
- كل وسائل الإعلام تحدثت عن قرار تمليك الأراضى، وهذا غير صحيح، ما حدث هو تمليك الأرض المقام عليها المبانى فقط، فمثلاً إذا أقام مواطن منزله على مساحة قيراط يتملك هذا القيراط فقط، دون تملك الأرض التى يزرعها، بشرط أن يكون مصرياً من أبوين مصريين، وعملية تملك المساحات الكبيرة ندرسها حالياً لأنها تحتاج لضوابط خاصة.
■ ما أهم مطالب أبناء شمال سيناء؟
- الأمن هو المطلب الرئيسى، وقد بدأ يتحسن تدريجياً، والجميع مؤمنون بأنه لا تنمية فى سيناء دون استتباب الأمن، ووزير الداخلية اتخذ قراراً بإقالة مدير الأمن فى شمال سيناء، لأنه يرى أن متطلبات الأمن فى المحافظة أكبر من قدراته، وهذا تقدير الوزير الذى نكن له كل احترام، ونأمل أن تسير كل الجهود والقرارات فى استعادة الأمن للمحافظة، كما يطالب المواطنون بفرص عمل، نظراً لأن البطالة منتشرة بشكل كبير فى سيناء رغم قلة عدد السكان الذى لا يتجاوز 400 ألف مواطن سيناوى، وأعلنا منذ أيام عن وجود 733 وظيفة وجار التقدم بالطلبات حالياً، ونسعى لجذب استثمارات قوية لتوفير فرص العمل لأن القطاعات الحكومية لا تحتاج لموظفين جدد.
■ لماذا طالب شيوخ القبائل بإقالتك منذ ثلاثة أسابيع؟
- شيوخ القبائل تظاهروا رافعين مطالبهم التى تمثلت فى إمداد الشرطة بالسلاح الحديث لمواجهة الإرهاب والبلطجة، وكان ذلك تعاطفاً مع رجال الشرطة الثلاثة الذين قتلوا مؤخراً، كما طالبوا بغلق الأنفاق، وأبلغت رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع بهذا المطلب.
■ ما تقييمك كخبير عسكرى للعملية العسكرية فى قطاع غزة ورد المقاومة عليها؟
- بدون شك كتائب القسام أحدثت خسائر كبيرة فى صفوف العدو الإسرائيلى وحققت إنجازاً كبيراً، ما دفع العدو إلى تكثيف هجماته بالطائرات التى دمرت الكثير من المبانى وقتلت الأبرياء، ولو كان هناك هجوم برى على قطاع غزة كان سيسبب الكثير من الدمار للقطاع، خصوصاً اللواء «جفعاتى» ولواء المظلات، وهى ألوية الوحدات الخاصة فى الجيش الإسرائيلى، وأعتقد أن إسرائيل أُجبرت على الهدنة مضطرة نظراً لبسالة المقاومة، وإسرائيل كانت تريد استكمال العملية لتحقيق مكاسب سياسية قبل الانتخابات المقبلة.
■ ما تقييمك لأسلحة المقاومة؟
- الأسلحة تطورت بشكل لافت للنظر، وهذه أسلحة من الصعب تصنيعها محلياً فى قطاع غزة، وبالتأكيد قادمة من الخارج.