أعلن الشاعر فاروق جويدة، الخميس، انسحابه من الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، في خطاب أرسله إلى رئيس الجمعية المستشار حسام الغرياني، بعنوان «لهذا انسحبت من التأسيسية»، جاء فيه أنه انسحب «لأننا لم نكن على مستوى دماء الشهداء».
وقال «جويدة» في خطابه: «كنت حريًا أن أشارك بأي جهد ولو متواضع في إعداد دستور يليق بمصر، بعد ثورة أبهرت العالم كله». وأضاف: «شهداء الثورة ينظرون إلينا من بعيد وفي عيونهم الكثير من العتاب والقليل من الأمل في أن تدرك النخبة المصرية خطورة اللحظة التي يعبرها الوطن وتحتاج إلى جهودنا جميعًا».
وتابع: «لقد شاركت قدر استطاعتي في جلسات الجمعية التأسيسية وكانت لديّ قناعة كاملة بأننا قادرون على تجاوز الخلافات والأغراض والمصالح من أجل إعداد الدستور».
وأوضح أن «التوافق الذي كنا نحرص عليه أصبح هدفا بعيد المنال، وأن توحيد الإرادة لكي نتجاوز هذه المحنة أصبح شيئا صعبًا إن لم يكن مستحيلا. كان انقسام النخبة على نفسها بكل تياراتها الدينية والليبرالية والعلمانية أكبر خطيئة في حق الثورة وحق الشهداء»، وأوضح أن «وصاية الفكر هي أسوأ أنواع الاستبداد واستخدام الدين في السياسة خطيئة كبرى تدفع الشعوب ثمنها استقرارًا وأمنًا ورخاء».
وأشار «جويدة» في خطابه إلى أن هذا الانقسام بين الأعضاء «فتح أبوابًا لصراعات لا يعتقد أن أحدًا قادر على إخمادها أمام رغبات محمومة من جميع أطراف اللعبة السياسية لاحتكار الحقيقة. ولفت إلى أن «النخبة المصرية لم تستطع أن تمسك بهذه اللحظة التاريخية وانقسمت على نفسها وبدأت تصفي بعضها بعضًا حيث لا هدف ولا وفاق».
وقال موجهًا حديثه لـ«الغرياني» في الخطاب: «لقد بشرت سيادتكم بأن القوى السياسية فى هذه الجمعية سوف تصل إلى صيغة وفاق تحقق لمصر دستورًا تتحدث عنه أجيالنا القادمة بكل العرفان، ولكن للأسف الشديد مع نهاية المشوار بدت الصراعات أعنف والخلافات أوسع والانقسامات أشد».
وأضاف: «كنت أتمنى أن نكمل معًا دستور مصر في لحظة يحسبها التاريخ لنا ولا يحسبها علينا، ولكن يبدو أن الحلم كان أكبر من الإرادة، وإنني بكل أسف اعتذر عن عدم استكمال المشوار مع الجمعية الموقرة أمام انقسامات أراها تهدد مستقبل الوطن وليس إعداد الدستور، وسوف يجيء وقت نراجع فيه مواقفنا وأعمالنا، وما آلت إليه أحوالنا، وساعتها سندرك أننا لم نكن على مستوى دماء الشهداء التي حررت إرادة هذا الشعب، وأن الشباب كانوا أكثر حكمة وتعقلا من آباء أشعلوا الفتن وقامروا بمصير الوطن من أجل أهداف شخصية واهية وحسابات خاطئة. أرجو للجمعية الموقرة التوفيق، وأطلب من سيادتكم والأعضاء الموقرين إعفائى من إكمال هذه المهمة مع خالص شكري وتقديري».