ركزت بعض وسائل الإعلام الأجنبية، على تحليل دور مصر فى تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة، والجهود الدبلوماسية المكثفة بين الدول للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
ففى الصحف البريطانية، قالت صحيفة «جارديان»، إن «مصر تعتبر لاعباً رئيسياً لا غنى عنه للتوسط من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين فلسطين والإسرائيليين فى قطاع غزة»، مشيرة إلى أن مصر لديها أسباب وجيهة وراء رغبتها فى نزع فتيل العدوان قبل أن يتحول الأمر إلى صراع أوسع وأكثر خطورة.
ورأت الصحيفة أن الرئيس محمد مرسى، يتبع مساراً مشابهاً لسلفه حسنى مبارك، الرئيس السابق، رغم أنه أكثر تعاطفاً مع حركة «حماس» التى تسيطر على قطاع غزة، موضحة أنه ينظر إلى المصالح الاستراتيجية والاقتصادية لمصر ككل، وأنه لن يخاطر بضياع اتفاقية السلام البالغ عمرها 32 عاماً، مما ينتج عنه ضياع المساعدات الأمريكية.
وقالت مجلة «تايم» إن الرئيس مرسى لايزال فى مواجهة المخاوف الداخلية الملحة، مضيفة أنه مع تبادل القصف بين الجانبين، وضع «مرسى» نفسه فى وسط المفاوضات لوقف إطلاق النار.
ولكن المجلة أشارت إلى أن مرسى ليس عليه التعامل مع انتقادات علنية حادة، بشأن طريقة تعامله مع الوضع فى غزة، بسبب انشغال الرأى العام بحادث تصام رهيب بين قطار وحافلة مدرسية فى الصعيد، أسفر عن مقتل العشرات من الأطفال الصغار.
من جانبه، قال عمرو دراج، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمون، إنه إذا استمر الهجوم على غزة، فإن الحكومة قد تدرس فتح «معبر رفح» الحدودى بشكل دائم، لتسهيل دخول أى دعم من أى جهة لقطاع غزة.
وحول مسار السياسة الخارجية الذى تسير عليه الجماعة، أوضح «دراج»، فى تصريحات خاصة لمجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، الثلاثاء، إن «مصر ليست فى وضع يمكنها من الدخول فى صراع مع أى شخص فى الوقت الراهن»، موضحاً أن العلاقات بين الشعب المصرى والفلسطينى قوية جداً، ولن يجلس الشعب صامتاً وهو يرى مشاهد الاعتداءات التى تبث يومياً، وأضاف: «المصريون لديهم حدود بشأن تحمل ذلك».