اهتمت بعض وسائل الإعلام الغربية بالتعليق على قرار مجلس الوزراء فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول في ميداني «النهضة»، و«رابعة العدوية»، وذلك على ضوء «فشل الاتصالات الدولية والمحلية» لفضهما، ورأت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن تصريحات الحكومة تشير بقوة إلى أن حالة الاستقطاب الحاد، التي تشهدها مصر ستؤدي إلى دوامة جديدة من سفك الدماء.
وقالت الوكالة، في تقرير أصدرته، الخميس، إن استقرار أكبر دولة في العالم العربي بات «على المحك»، ونقلت عن القيادي الإخواني، محمد البلتاجي، قوله إن «ما يهم الجماعة هو أن يكون هناك تصريحات واضحة عن موقفها ضد الانقلاب العسكري، وأهمية عودة الشرعية»، مضيفاً أن «بيان مجلس الوزراء يشير بوضوح إلى أن الحكومة لا تملك رؤية فيما يتعلق بالساحة السياسية».
وأشارت «أسوشيتد برس» إلى أن موجة الزيارات الدبلوماسية من قبل مبعوثين من الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول الخليج العربي، وصلت إلى «طريق مسدود»، حيث إنهم، بحلول الأربعاء، غادروا القاهرة جميعاً، مع عدم وجود ضمانات للتسوية من الحكومة أو الإخوان.
بدورها، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأمريكية، أن بيان الحكومة، الذى جاء بعد نحو أسبوعين من الجهود الدبلوماسية الدولية، يعد بمثابة خطوة تضع الحكومة، المدعومة من قبل الجيش، على «مسار تصادمي»، مع المتظاهرين، الذين تعهدوا بمقاومة محاولاتها لفض اعتصامهم.
ورأت صحيفة «تليجراف» البريطانية أن قادة مصر الجدد قرروا خوض «المواجهة النهائية» مع أنصار مرسى من الإخوان، وذلك في رد فعل يواجه كلا من المفاوضين الدوليين، وكذلك الجماعة، وقالت الصحيفة إن جهود وسطاء الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي فشلت فى إيجاد أرضية تفاوضية مشتركة في ظل تصلب المواقف على الجانبين.
ونقلت الصحيفة عن جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، قوله إن «ائتلاف دعم الشرعية» لا يسعى للمحادثات، ولن يقبل أي شىء أقل من عودة مرسي لمنصبه.
وأضاف الحداد: «نتوقع أن تقوم الحكومة بفض الاعتصام، ولكن المهمة لن تنجح، فلا يوجد شىء يمكننا القيام به سوى الوقوف بأجسادنا في مواجهة رصاصهم».
ونقلت الصحيفة عن البلتاجي قوله إن «محاولات الوساطة، التي حاولت إقناعهم بمغادرة احتجاجاتهم في مقابل الإفراج عن قادتهم المحتجزين كانت مجرد إلهاء عن القضايا الرئيسية»، مؤكداً: «قضية تحرير المعتقلين ليست الأولوية بالنسبة لنا».