تعد هذه المرة الأولى التى ترى فيها الحاجة فاطمة أم الشهيد أحمد دعبس، وآيات زوجته الشابة وطفلاه محمد وياسين.. هذه هى عائلة أحمد عبدالعليم دعبس.. وهذا هو الشارع الذى شهد بطولته وإصابته.. وهذه هى الوزارة التى خرج منها صائدو الأرواح.
تسير الحاجة فاطمة للمرة الأولى فى الشارع الذى سمعت عنه فى التليفزيون والصحافة أحيانا مبهوتة تتحسس تتحسس صور جرافيتى الشهداء.. كل هؤلاء قضوا نحبهم من أجل قيم العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. تقول: «فى كل ركن بالشارع باشّم رائحة أحمد».
أحمد عبدالعليم دعبس، عامل ديليفرى، يذهب يوميا إلى عمله فى الساعة التاسعة مساء، ولكن يوم 20 نوفمبر شاهد الاشتباكات فى التحرير فاستفزته وقرر أن يذهب إلى الميدان قبل الذهاب إلى عمله. خرج الساعة الخامسة عصرا ناويا قضاء 4 ساعات فى مواجهة الشرطة، وبعد دخوله إلى الميدان بساعة أصيب بطلق رصاص حى فى شريان فخذه الأيمن ونطق الشهادة فى سيارة الإسعاف، وانتظر ساعات قليلة ومات فى مستشفى الهلال.
أحمد أب لطفلين.. محمد 4 سنوات، وياسين وعمره سنتين. حاصل على دبلوم صنايع وأخ لسبع بنات. تقول عنه زوجته آيات: «كان طيب واللى فى جيبه مش ليه، وكريم، وأب حنون على أطفاله ومكنش بيقول أنه بيروح التحرير، ويوم وفاته قالى انه رايح مشوار قبل الشغل وعرفت إنه مات فى التحرير».
الأم تروى: «ابنى اللى مات مكنش بلطجى زى ما كانوا بيقولوا على المتظاهرين، وصلنا إلى مستشفى الهلال ومنعنا الأطباء فى البداية من الدخول إليه، وشاهدنا جثثا ومصابين أثناء الانتظار، وعندما دخلت لقيت ابنى سايح فى دمه وينزف بشدة، واترجينا الأطباء اننا نجيب له دم ولكن تركوه ينزف، ونزل أبوه يبحث على دم من نفس فصيلته وأول ما وصل كان أحمد مات».