طالب الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، إسرائيل، السبت، بإنهاء حصارها لقطاع غزة ووقف إطلاق النار بين الجانبين، مشددا على أنه طالما بقيت غزة بمعزل عن العالم فإن الوضع داخل القطاع وما حوله سيبقى متوترا، داعيا أيضا إلى ضرورة قيام الدول الغربية بتسهيل عملية المصالحة بين حركتي «حماس» و«فتح» الفلسطينيتين.
وأكد «كارتر» في حوار خاص مع صحيفة «مترو يو إس» الأمريكية، أن «قادة إسرائيل لا يريدون إقامة دولة فلسطينية، وإسرائيل تسببت في تقويض عملية السلام خلال الـ3 سنوات الماضية، لاستمرارها في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهو الإجراء الذي رفضته السلطة الفلسطينية، مؤكدة عدم خوضها أي مفاوضات سلام مع إسرائيل قبل وقف بناء هذه المستوطنات، مما أدى لوصول مفاوضات السلام بينهما إلى طريق مسدود».
وعن الدول التي يتعين عليها أخذ زمام مبادرة استئناف مفاوضات السلام، شدد الرئيس الأمريكي الأسبق على أن «الجانبين الفسلطيني والإسرائيلي هما المعنيان باتخاذ مثل هذه المبادرة، للبدء في مفاوضات السلام المتوقفة من جديد».
وانتقد «كارتر» تصريحات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حول تأييده لقيام دولة فلسطينية على الرغم من رفضه لمساعي السلطة الفلسطينية للتوجه للأمم المتحدة، لافتا إلى أن «القادة الإسرئيليين قرروا التخلي عن حل الدولتين، وأن سياستهم الحالية هي احتلال الأراضي الفلسطينية، وإسرائيل طالبت علنا السلطة الفلسطينية الاعتراف بها كدولة يهودية على الرغم من أن أكثر من 20% من المجتمع الإسرائيلي من غير اليهود، وجميع تلك الشواهد تؤكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرى أن حل الدولتين ليس الأفضل لإسرائيل، ولكنه يسعى لبناء دولة كبرى عن طريق مصادرة أراضي الفلسطينيين وبناء المزيد من المستوطنات».
وأعرب الرئيس الأمريكي الأسبق عن قلقه إزاء الأوضاع الأخيرة في المنطقة، مشيرا إلى تجدد المواجهات بين إسرائيل وقطاع غزة فضلا عن تصاعد حدة الصراع الدائر في سوريا وهوة الحرب الأهلية التي تنزلق سوريا نحوها، ولاسيما الدبلوماسيين الأمريكيين الذين قتلوا مؤخرا في ليبيا، معتبرا أن «عملية السلام في الشرق الأوسط أضحت أكثر هشاشة من أي وقت مضى».
وعن مخاوف الدول الغربية من بزوغ «نجم الإسلاميين» في الدول العربية، أكد «كارتر» أن «الإسلاميين لطالما عانوا من الاضطهاد والاعتقال إبان فترة حكم الرئيس السابق، حسني مبارك، وعاصرت قادة جماعة الأخوان لأكثر من 20 عاما، واستطاعوا الوصول إلى سدة الحكم عن طريق فوز مرشحهم الرئاسي بالانتخابات فضلا عن حصولهم على أغلبية بالبرلمان، وأعتبر جماعة إسلامية شديدة الإعتدال مقارنة بالجماعة السلفية، وجماعات إسلامية آخرى، التي أعتبرها أكثر تشددا على الأقل في طريقة حكمها على المعايير التي تتبعها الدول الغربية».