x

سفير مصر في واشنطن: المعونة «مصلحة متبادلة».. و«استعادة الأموال» تواجه تعقيدات (حوار)

السبت 17-11-2012 16:16 | كتب: بسنت زين الدين |
تصوير : بسمة فتحى

أكد السفير المصرى الجديد فى واشنطن محمد توفيق أن العلاقات المصرية الأمريكية لا ترتبط بوجود الأشخاص، ولكنها تعتمد على المصالح المتبادلة بين الحكومات، مشدداً على أن العلاقات بين مصر وأمريكا تمثل قيمة استراتيجية للطرفين. وقال توفيق الذى يعد أول سفير لمصر فى الولايات المتحدة بعد الثورة فى أول حوار له بعد توليه منصبه:

أن الجانب الأمريكى عرض تقديم المساعدة فى إعادة الأموال التى تم تهريبها من جانب رموز النظام السابق، لكن الأمر معقد فى بعض جوانبه القانونية، على حد قوله.. وإلى نص الحوار:

فى رسالتك الأولى للجالية المصرية بعد توليك المنصب تحدثت عن إقامة جسر حقيقى بين مصر والولايات المتحدة كيف يتحقق ذلك؟

- فى الفترة السابقة كانت هناك علاقات متميزة بين حكومتى الدولتين، وهذا أمر طبيعى لأنه انعكاس للمصالح المشتركة فالولايات المتحدة دولة عظمى، ومصر دولة مركزية فى المنطقة وهناك مصلحة لوجود علاقات جيدة بينهما ما يصب فى النهاية لصالح المنطقة بأكملها، وما قصدته فى رسالتى هو أنه من الضرورى توسيع العلاقات لتكون بين الشعبين، لأن الاثنين غير مدركين لأهمية تلك العلاقات.

وفى رأيك ما المجالات التى تساعد على تحقيق هذا الهدف؟

- نحتاج للتحرك ثقافيا ليتعرف المواطن الأمريكى على الحضارة المصرية، وتصحيح المعلومات المغلوطة، التى اعتاد الأمريكيون على سماعها عنا، وذلك من خلال مجالات الفنون والسينما والآداب، لأن الشعب الأمريكى يفهمها بسهولة ما يساعد على بناء جسور تواصل جيدة.

تقدمت بخطة عمل جديدة قبل وبعد توليك المنصب، ماذا فيها عن الجالية المصرية؟

- التقديرات العامة تشير إلى وجود مليون مصرى، يعيشون داخل الولايات المتحدة، ما يعنى أن لدينا مليون سفير مصرى، وذلك قيمة عظيمة وكبيرة لمصر داخل الولايات المتحدة.

ما أولويات الفترة المقبلة؟

- كسر الحواجز النفسية بين الجالية والسفارة، حتى يشعر المواطن بأنها بيته الثانى، وفى جميع لقاءاتى مع أعضاء الجالية أركز على تلك النقطة، لأن الجالية عبرت عن رغبتها فى تشكيل كيان مستقل، يعبر عن المصريين، ولن نتدخل فيه لأنه أمر يخص الجالية نفسها، ولكننا نشجعه وندعمه بشكل أو بآخر، لتسهيل مهمتها فى النهاية.

ماذا عن تواصل الجالية مع الوطن؟

- الجالية المصرية تريد القيام بطفرة تجاه مصر، وبالتالى يجب على السفارات والقنصليات توفير هذه الجسور فى المرحلة المقبلة، وعلى المستوى الشخصى، أسعى إلى تفعيل الحوار معهم عبر التفاعل على موقع السفارة على الإنترنت، ودعينى أذكر هنا زيارة الرئيس محمد مرسى، إلى نيويورك، منذ فترة، لحضور اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عندما قدم عدد من المصريين الأمريكيين، ما لديهم من خطط وأفكار ومشروعات لخدمة مصر، وقد تسلم «مرسى» بعضها، فيما تسلم مستشاره البعض الآخر، وهذه الخطوة جاءت بدافع نقل الخبرات إلى مصر، ودورنا هو إيجاد القنوات المناسبة لنقل تلك الخطط إلى مصر وانتظار رد الفعل عليها.

ما النقاط التى ناقشتها مع الرئيس فى اجتماعك معه قبل مجيئك إلى واشنطن؟

- أهم نقطة شدد عليها الرئيس، سواء بالنسبة للسفارات أو أجهزة الدولة المختلفة، هى ضرورة وجود نتائج ملموسة، وعدم الاكتفاء بالتحركات الشكلية، وأعتقد أن هذا ما سنراه فى المرحلة المقبلة بمصر، ربما يكون الكلام مكرراً، ولكن لابد من رؤية النتائج بوضوح، ولذلك أعتزم زيارة الجالية فى كل ولاية، فى بداية العام، بعد فترة انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وعندما قابلت الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ما القضايا التى تم تسليط الضوء عليها؟

- أوباما مهتم جداً بالعلاقات مع مصر، ما جعله يركز على قضايا العلاقات الاستراتيجية لأنه يؤمن تماماً بأهمية تلك العلاقة، وأهمية تطوير وتوسيع العلاقات، وهناك رغبة مشتركة من الجانبين فى هذا المجال.

بعد أحداث الفيلم المسىء للرسول، سادت حالة من الخوف والقلق بين أقباط المهجر.. ما خطتك تجاه ذلك؟

- عندما أتحدث مع الأقباط، أتحدث معهم كمواطنين، بغض النظر عن الديانة، وكما قال الرئيس مرسى، إنه لا توجد أقليات فى القاهرة، وفيما يتعلق بالفيلم فقد أدانت جميع الكنائس وتجمعات الأقباط فى أمريكا عرضه، ولذلك لا اعتقد وجود مشاكل معهم، ولكن، أحياناً تثار موضوعات مثل بناء الكنائس، وهذه يتم تناولها فى مصر بشكل إيجابى جداً بعد الثورة، لهذا لا أفضل تعبير أقباط المهجر، كلنا جالية مصرية واحدة.

وكيف ترى دور الحكومة المصرية لتوطيد علاقاتها مع الولايات المتحدة؟

- يجب تفعيل العلاقات الاقتصادية، لأن مصر ستبدأ البحث عن تنشيط صادراتها، حيث يصل حجم التجارة بين البلدين إلى 8 مليارات دولار، حجم الصادرات الأمريكية نحو 6 مليارات و2 مليار صادرات مصرية إلى أمريكا، وهناك مجال كبير لزيادة تلك النسبة عبر عمليات الإصلاح الاقتصادى الشامل، فمصر تمثل سوقاً واعدة للاستثمار، وهناك إصلاح وتفعيل للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. ومشاريع ضخمة مثل تطوير محور قناة السويس كمنطقة صناعية خدمية متكاملة.

هل تتفق مع من رصدوا وجود علاقة «شد وجذب» بين مصر وأمريكا بعد التخلص من نظام حسنى مبارك الرئيس السابق؟

- العلاقات لا تختصر فى «شد وجذب»، لكن هناك مصالح مصرية ثابتة، وحرصاً على الحفاظ عليها، وعبر حواراتنا مع الجانب الأمريكى يتفهم تماماً تلك النقطة، لأن العلاقات الجيدة هى التى تحافظ على مصالح الطرفين معاً، عبر الوصول إلى صيغة توافقية، وهذا هو أساس العمل الدبلوماسى.

وكيف تقيم تهديدات أعضاء الكونجرس بقطع المعونة عن مصر؟

- الكل يعى أن المعونة مساعدات أمريكية، تحقق مصالح الطرفين على حد سواء، هناك دائماً حوار بين الحكومتين حول شكلها، وطرق تقديمها بما تحقق مصالحنا نتذكر الرئيس أوباما، ألقى كلمة قبل عام، تضمنت الخطوط العريضة لها، ومنها حزمة مساعدات مالية، لكنها لم تتبلور على أرض الواقع بشكل دقيق، ونحن فى حوار مستمر مع الكونجرس، والإدارة، لتفعيلها، وأتوقع أن تكون أول خطوة حزمة قدرها 450 مليون دولار، على مرحلتين، وهذا المبلغ تم تخصيصه بالفعل، ونتظر الكونجرس إجابات عن أسئلة وجهها لإدارة «أوباما» قبل تحديد موقفه.

هل تشعر بالتفاؤل تجاه العلاقات المصرية الأمريكية بعد فوز أوباما بفترة رئاسة ثانية؟

- العلاقات بين الدول لا ترتبط بوجود أشخاص، ولكنها تعتمد على المصالح المتبادلة بين الحكومات، وبالتالى مصر ترحب بفوز الرئيس أوباما وتتطلع إلى المزيد من التعاون خلال الفترة المقبلة.

لكن منافسه المرشح الجمهورى ميت رومنى كان لديه مواقف مختلفة تجاه مصر؟

- العلاقات بين مصر وأمريكا تمثل قيمة استراتيجية للطرفين، ويجب أن تصاغ بشكل يحقق مصالح للطرفين، وهناك توافق على هذا وتلك المصالح لن تتغير بقدوم أوباما أو رومنى، لأنها مصالح دول لا تتأثر بالانتماءات الحزبية أو الشخصية، ولكن بفوز الرئيس أوباما وجهودنا تأخذ وقتاً أقل، ولو كان رومنى هو الفائز كنا سنأخذ وقتاً طويلاً فى المفاوضات، قد تصل لبضعة أشهر، لكى ننسق جهودنا معاً.

ما الخطط التى تسعى السفارة إلى تنفيذها حالياً؟

- بمجرد إغلاق صناديق الانتخابات، بدأنا تنشيط العلاقات مع الإدارة الأمريكية، ومنذ أول يوم فى الولاية الجديدة للرئيس أوباما، بدأنا التنسيق مع الإدارة فيما يتعلق باستئناف البرامج المتفق عليها، والتى كانت متوقفة بشكل مؤقت بسبب ظروف الحملات الانتخابية.

وماذا عن الجانب الاقتصادى أو الاستثمارى بين البلدين؟

- بعد انتهاء الحملات الانتخابية، تواصلنا مع رجال الأعمال الأمريكيين لترويج لمصر، والتحدث عن أهمية الاستثمار فى مصر ومناقشة الفرص المتاحة بالاستثمار، وأبلغناهم بالمشروع الجديد الذى ستقدم عليه مصر فى الفترة القادمة وهو مشروع «تنمية المنطقة المحيطة بقناة السويس»، وهناك اهتمام جاد من رجال الأعمال بأمريكا للتعرف على التفاصيل المختلفة لهذا المشروع.

هل هناك تطورات فى موضوع الأموال المهربة أو الأصول المجمدة فى أمريكا والتى تخص رموز النظام السابق؟

- هذا الموضوع تم طرحه فى أكثر من مناسبة وعلى جميع المستويات فى واشنطن، والجانب الأمريكى عرض تقديم المساعدة ولكن هذه القضية فيها شق قانونى معقد، يحتاج مزيداً من الوقت لاستيفاء جميع الأوراق، لكن الإدارة الأمريكية أبدت تعاطفها واستعدادها الواسع للتجاوب مع المطلب المصرى لإعادة الأموال، كما رحبت بتقديم المساعدة الفنية والقانونية للجانب المصرى، والاتصالات لا تزال مستمرة بشكل جاد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية