أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا، الجمعة، في صفحتها على «فيس بوك»، قالت خلاله إنه «يجب على الدولة المصرية ممثلة في مؤسساتها المختصة أن تحمي التظاهر السلمي وأن تحافظ على سلامة المتظاهرين وعلى أرواحهم، كما يجب عليها في الوقت نفسه أن تتعامل مع المخربين، الذين يقتنصون مثل تلك الأحداث لافتعال الفوضى والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة وترويع المواطنين، على أن يكون ذلك وفق الدستور والقانون».
وأشارت «دار الإفتاء» إلى أنه لا يخفى على أحد ما يمر به وطننا الحبيب من خطر داهم يتهدده، مشددة في الوقت نفسه على أن «التظاهر السلمي حق لكل مواطن يكفله له الدستور والقانون، شريطة أن يلتزم السلمية الكاملة وألا يخرج عن إطارها وألا يعطل مصالح البلاد والعباد».
كما أكدت على مسؤولية الدولة وكل الأطراف السياسية في وجوب الحيلولة دون وقوع العنف بأي ثمن والحفاظ على سلامة كل المواطنين أيًا كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم، مضيفة: «العنف ليس طريقًا لحل المشكلات كما هو ثابت بالتجربة، وإنما ينبغي اللجوء إلى الحوار في كل الأحوال».
وشددت على «وجوب أن يحافظ الجميع على أيديهم نقية غير ملوثة بدماء إخوانهم المصريين»، معتبرة أن «تلوث الأيدي بالدماء ليس بالضرورة أن يكون عن طريق القتل المباشر، وإنما الدعوة لأي مظهر من مظاهر العنف يرتقي لأن يكون قتلاً مباشراً يقع المؤمن معه فيما لا يمكنه الفكاك منه»، واستشهدت بقول النبي محمد: «لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دمًا حرامًا».
كما أفتت بأن «حمل الأفراد للسلاح أيًا كان نوعه حرام شرعًا، ويوقع المسلم في إثم عظيم، لأنه مظنة القتل وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة وأغلظها في كتابه الكريم، فقال: (ومن يقتل مؤمنًا متعمداً فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا)، وقال صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)».
وأكدت «دار الإفتاء» في ختام بيانها أنها «ليست طرفًا في أي معادلة سياسية»، داعية من وصفتهم بـ«عقلاء الوطن من كل الاتجاهات» إلى «بذل المزيد من الجهود حتى نستطيع المرور بمصرنا من هذا المنحنى الخطير دون أي خسائر»، وأضافت: «يجب على الجميع في مثل تلك الأحداث أن يلجأوا إلى ربهم جل وعلا، وأن يلحوا بالدعاء أن يخرج الله مصر من هذه الأزمة على خير».
واختتمت بقولها: «اللهم إنا نسألك ونتوسل إليك بجاهك العظيم أن تحفظ مصر من كل مكروه وسوء، وأن تديم علينا الأمن والأمان، واللهم من أراد مصر وأهلها بخير فوفقه إلى كل خير، ومن أراد مصر وأهلها بسوء فاجعل كيده في نحره».