قالت دار الإفتاء المصرية، مساء السبت، إن «إسالة الدماء المتكررة ستقود مصر إلى نفق خطير لا يعلم عاقبته إلا الله».
واستنكرت «دار الإفتاء»، في بيان أصدرته في صفحة مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، على «فيس بوك»، أعمال العنف التي راح ضحيتها «مصريون أبرياء»، مؤكدة أنها تشجب أي فعل يؤدي إلى إراقة الدماء المصرية على اختلاف توجهاتها، مطالبة بـ«فتح تحقيق قضائي مستقل فوري في ملابسات هذه الأحداث الدموية، التي هزت ضمير المصريين جميعًا».
وشددت على «ضرورة أن يكون المسلم حريصًا على ألا تلوث يده بدم أي نفس بشرية بغير حق، وذلك لقول النبي، صلى الله عليه وسلم: (لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يُصِب دمًا حرامًا)».
وقالت «دار الإفتاء» إنها من منطلق مسؤوليتها الوطنية والشرعية تهيب بجميع الأطراف التحلي بالمسؤولية الوطنية، وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والوقف الفوري للعنف، والسعي الحثيث للبدء الفوري في تبني مبادرة للخروج من الأزمة الراهنة، نحاول من خلالها رأب هذا الصدع».
ولفتت إلى أن استقراء التاريخ يؤكد أن الاستمرار في هذا «النهج الدموي» لن يأتي بأي خير للبلاد والعباد، بل يسهم في تفاقم الأوضاع المتأزمة في «وطننا الحبيب»، داعية الشعب المصري إلى عدم الانجراف وراء الشائعات، التي تشحن الأطراف المختلفة كل تجاه الآخر، مشددة على ضرورة أن «يدرك المصريون أنهم كانوا، وسيظلون بإذن الله عز وجل نسيجًا واحدًا».
وناشدت «دار الإفتاء» الجميع ضبط النفس، والابتعاد عن العنف، والجلوس على طاولة الحوار دون إقصاء أحد للخروج من هذه الأزمة، إعلاءً لمصلحة الوطن، خاتمة بقوله: «الدار تعلن أنها بريئة من تبعات هذه الدماء التي سالت، وتؤكد أن الدم المصري لم ولن يكون أداة لحل أي أزمة»، داعية الله أن «يُجنّب مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن».