اعتبر الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السبت، أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، «خان العهد والقسم»، الذي أداه أمام الرئيس المعزول محمد مرسي، مضيفًا: «ظن أن الشعب أعطاه حق القتل وقطع رؤوس المصريين».
وقال «القرضاوي»، في رسالة مصوّرة وجهها إلى الشعب المصري، وأذاعتها قناة الجزيرة مباشر مصر: «السيسي ظن أنه بالأمس أُعطي التفويض، واعتبر أن هؤلاء هم المصريون وحدهم والآخرين كأنهم ليسوا من مصر وليسوا من بني آدم وليس لهم قيمة شرعية أو دستورية، وكانت النتيجة أنه أخذ التفويض ليفعل ما يشاء».
ووصف «القرضاوي» المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، بـ«طرطور»، كما وصف حكومة الدكتور حازم الببلاوي بـ«وزارة الظلمة».
وأشار إلى أن «السيسي قبل ذلك عزل الرئيس المنتخب، محمد مرسي، وألغى الدستور الذي صادق عليه الشعب المصري بنحو 64%، وهو الآن كوّن لجنة من 10 أشخاص في شهر واحد تغير الدستور وهم لم يقبلوا لجنة منتخبة من كبار الرجال والقضاة والمصريين الشرفاء ظلت تعمل 6 أشهر».
وتابع: «الرئيس مرسي قال لهم إننا مستعدون للنظر في الدستور وتعديله في أول جلسة لمجلس الشعب، والسيسي لم يبال بهذا، وظن أن الشعب أعطاه حق القتل وقطع رؤوس المصريين، ولم يكتف بمن قتلهم في الأيام الماضية، فقتل النساء والرجال والشيوخ والأطفال»
واتهم «القرضاوي»، في كلمته، «السيسي» بـ«ارتكاب مجزرة كبرى، وقتل 140 رجلاً إلى الآن، وجرح 4500 شخص مصري»، مضيفًا: «لم يستحقوا أن يُقتلوا، والذي يستحق القتل في الإسلام من قتل نفسًا بغير نفس أو ارتكب زنى جهارًا متعمدًا أو من كان مرتدًا»، وقال: «لماذا يُقتل هؤلاء؟».
وأضاف: «رجاله مسؤولون ووزير الداخلية وكلهم مسؤولون أمام الله، وليس لأحد أن يكون مأمورًا بقتل إنسان مسالم»، مشددًا على أن «السيسي ومن يؤيدونه من الضباط والجنود في الشرطة والجيش أو المتطوعين في الشارع كلهم مسؤولون».
ودعا «القرضاوي» رجال الجيش والشرطة إلى «عدم قتل المسلمين»، وأضاف: «يجب عليكم أن تمتنعوا ولا تطيعوا رئيسكم في معصية، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، كيف يُطاع مخلوق في معصية الخالق؟».
وخاطب «القرضاوي» في كلمته الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر: «من قال إن قتل الناس أخف الضررين؟، هل أخذت فتوى هيئة كبار العلماء؟، وعليك أن تراجع نفسك وراجع إخوانك وأنادي إخواني في هيئة كبار العلماء وهيئة البحوث الإسلامية بمراجعة شيخ الأزهر».
وتابع: «أنادي أبناء الأزهر جميعًا في المساجد والمدارس أن يقفوا وقفة رجل واحد ويرفضون قتل المظلومين، لأن أبناء الأزهر لا يقبلون هذا أبدًا، كما أنادي أبناء النقابات جميعًا من معلمين ومهندسين وأطباء وغيرهم».
واتهم وسائل الإعلام المصرية بعدم المهنية في نقل الأحداث، داعيًا «مجلس الأمن والأمم المتحدة والشرفاء في أنحاء العالم لأن يأتوا إلى مصر ليروا ماذا يحدث، كما وجه الدعوة للمسلمين في جميع دول العالم لـ«يكونوا شهداء على المذابح الوحشية»، حسب وصفه.
كما دعا المصريين إلى الذهاب إلى «رابعة العدوية» و«لا يخافون، ويأتون بأبنائهم وبناتهم بكل شجاعة ليروا من وقفوا ضد القتلة بشجاعة»، مستنكرًا الاعتداء على أنصار الرئيس المعزول مرسي بالرصاص، مضيفًا أن «النصارى الأحرار يأتون مع إخوانهم المسلمين في رابعة».
واختتم بقوله: «أدعوكم للوقوف مع الأحرار الذين يُقتلون بغير حق»، داعيًا الله أن «يأخذ المجرمين أخذًا شديدًا»، وأضاف: «يا إخواني في رابعة العدوية، ثقوا أن الله معكم، والله سينصر مرسي وسينصر الحق على الباطل».