x

إياد نصار: تأثرت بمدرسة أحمد زكي في «موجة حارة».. والفن ليس هدفه «الإرشاد»

الأربعاء 31-07-2013 21:01 | كتب: سعيد خالد |
تصوير : other

قال الفنان إياد نصار، إنه وافق على الاشتراك في بطولة مسلسل «موجة حارة» لأنه مختلف عن السائد، ويتوافق مع قناعاته ومشروعه الفني، مشيرًا إلى أنه يعتبر نفسه أحد أركان مشروع أسامة أنور عكاشة مؤلف الرواية المقتبس منها العمل، موضحًا أن إشادته بمحمد ياسين مخرج العمل ستكون مجروحة لتعاونهما من قبل في مسلسل «الجماعة»، مشددًا على أنه سيوافق على أي عمل يعرضه عليه، لافتًا إلى أنه يستطيع تجسيد شخصية ضابط الشرطة أكثر من مرة بأشكال مختلفة، لأنه يتحد مع الشخصية، ويركز على تفاصيلها، وإلى نص الحوار.    

■ ألم تخش من تقديم شخصية ضابط الشرطة بسبب تقديمك له أكثر من مرة؟

- مهنة الشخصية ليست أساسًا في اختياراتي ولا تخلق لدي نوعاً من التحدي وأعتبرها شيئاً هامشياً، لذلك لم أخش تكرار تقديم شخصية الضابط لأنني واثق من نفسي وحريص على عدم الوقوع في فخ التقليد ولا أستسلم أبدا للكسل وأجتهد وأتدرب حتى لا تتملكني حالة الثقة الزائدة في النفس أو الغرور التي يتعرض لها البعض فيقع في هذا الخطأ، وأؤكد أن شخصية «هشام الجوهري» في مسلسل «المواطن إكس» تختلف كل الاختلاف عن «سيد العجاتي» في «موجة حارة»، وإذا قدمت نفس المهنة مرة أخرى ستكون بروح وأداء بعيد عنهما تماماً.

■ ما رأيك في بعض الاتهامات التي وجهت إليك من إنك قلدت أحمد زكي في فيلم «زوجة رجل مهم»؟

- فخور بهذا الاتهام وشرف لي أن أتأثر بمدرسة الفنان القدير أحمد زكي، وكانت مرجعيتي في تجسيد شخصية «العجاتي» من خلال شخصية «هشام» التي قدمها أحمد زكي في فيلم «زوجة رجل مهم»، واعتبر الفنان الذي لا يفعل ذلك «لا يفهم شيئاً»، لكنني اجتهدت على نفسي حتى لا أقع في فخ التقليد.

لماذا تحرص على التدخل في الشخصية التي تجسدها؟

- هناك خلط ما بين التدخل والبارانويا، وكل ممثل له مساحة يتحرك فيها لكنه في النهاية محكوم بنص يطرح له الشخصية وتاريخها من خلال إشارات، وهناك مساحة مستحقة في التعبير تتباين بين شخصية كل ممثل وطريقة أدائه وعمله، لكنني ضد «البارانويا» والحمد لله لم أصل إليها، واقتراحاتي تكون ضمن الرؤية النهائية للعمل التي يحددها «الفلتر والرقيب النهائي» وهو المخرج، وفي «موجة حارة» اعتمدت على رواية الكاتب أسامة أنور عكاشة التي تغوص فى النفس الإنسانية بأدق تفاصيلها وقمت بإلغاء اللاوعي الخاص بـ«إياد» ليحل محله اللاوعي الخاص بسيد العجاتي وهو ما انعكس على شخصيتي وتعبيراتي وانفعالاتي وعلاقاتي مع كل من حولي وفهمت الشخصية وكأنه أنا.

■ وما التحدي الذي عاشه إياد نصار في هذا المسلسل؟

- حالة التقمص والتركيز التي عشتها طوال 3 شهور كانت تحدياً صعباً بسبب ضغط التصوير وتكثيف المشاهد اليومية لأنني مرتبط بمواعيد لتسليم الحلقات وحاولت فهم «سيد العجاتي» وعشت معه حالة تأمل طويلة واحتجت وقتًا طويلًا للتخلص من تداعياتها النفسية وبسببه تعرضت للإرهاق والاكتئاب والإحباط وفقدت في بعض الأحيان تقييمي لنفسي وهو ما كان بمثابة التحدي الأكبر بالنسبة لي أن احقق شرط التقمص طوال هذه الفترة.

■ وماذا عن أصعب مشاهدك أثناء التصوير؟

- دون مبالغة كل المشاهد كانت في منتهى الصعوبة، وكل جملة كانت تحتاج إلى مجهود مركب حتى تخرج بهذا الصدق وتحتاج إلى طبقات مشاعر متراكمة لأن الغضب الذي يبدو على «سيد» كان وراءه حزن ووحدة وخوف وكنت طول الوقت أتدرب حتى أحافظ على ذلك، حتى خارج اللوكيشن.

ما دوافعك لقبول المسلسل؟

- لأنه مختلف عن السائد، ويشبه قناعاتي ومشروعي وهي وجهات نظر ذاتية لكل ممثل، وشعرت مع «موجة حارة» بأنني جزء من مشروع أسامة أنور عكاشة ومحمد ياسين وعشت معهما، وأؤكد ان الممثل ليس موظفاً ويجب أن يكون له مقترحات تتم من خلال مناقشات مع صناع العمل وبالفعل اتفقت مع المخرج محمد ياسين على تعديل قليل من الجمل الحوارية لتتناسب أكثر مع الحالة الإبداعية التي نطرحها وكنا جميعاً يداً واحدة نفكر مع بعضنا البعض وليس ضد بعضنا.

كيف تعاملت مع 3 مخرجين قاموا بإخراج العمل؟

- فكرة الاستعانة بأكثر من مخرج شىء طبيعي بسبب ضيق الوقت والارتباط بمواعيد لتسليم الحلقات لكنني لا أستطيع القول بأن موجة حارة قدمه 3 مخرجين بغض النظر عن كون الأستاذان محمد خان وعمر عبدالعزيز مخرجين كبيرين، وهم أنفسهم يرفضون ذلك حتى لا يتم إهدار مجهود مخرج قام بتصوير 80% من أحداث المسلسل لأنهم يعملون وفق رؤيته.

وكيف وجدت العمل مع محمد ياسين في تجربتك الثانية معه؟

- شهادتي فيه مجروحة لكننا شركاء في الفكر والمنهج وأعتبره أهم مخرج في الدراما المصرية وسبب تطورها بعد تقديمه مسلسل «الجماعة» ومن المساهمين في الحفاظ على الريادة الفنية المصرية، وبصراحة أمام كاميراته أشعر باطمئنان لما لديه من كاريزما رقابية ووجهة نظر، وكعادتي لا أسلم نفسي لأشخاص لا أثق فيهم أو أؤمن بمشروعهم، ومع محمد ياسين أشعر بأنني في أيد أمينة وأعمل دون قلق وهو ما لم أشعر به مع غيره من المخرجين وإذا كان لديه أي مشروع سأقبله دون تردد حتى قبل قراءة السيناريو.

ما الرسالة التى يطرحها «موجة حارة»؟

- لا أؤمن بفكرة الرسالة لأن الفن ليس مدرسة هدفها التوعية والإرشاد، لكنه عبارة عن حالة إبداعية تطرح العديد من الأسئلة والنماذج الإنسانية والتجارب التي قد يمر بها البعض دون الآخرين وتحاول تقديم وجهات نظر قد تغير في تفكير البعض وأسلوبهم في الحياة، لكنني أعتبر موجة حارة دعوة للتأمل في قسوة الحياة وتأثيرها على بعض الأشخاص.

كيف ترد على اتهام المسلسل بالجرأة وعرضه تحت شعار +18؟

- اتهام باطل وأعتبر العمل قاسياً وليس جريئاً، وقمنا بالتعامل مع الألفاظ والمصطلحات بشكلها العلمي ورفضنا مبدأ الاستعراض وخدش الحياء، بينما شعار +18 المقصود منه هو أن العمل موجه لفئة عمرية معينة والأطفال لن يستفيدوا منه بغض النظر عن أي شىء آخر.

لماذا تتمسك بالبطولة الجماعية خلال الأعوام الماضية؟

- لا أفضل كلمة بطولة لأنني لست مصارعاً وأرفض هذا المصطلح، لأنني لدي شروط بالممثلين الذين أتعاون معهم، ومن الصعب أن أقبل العمل مع ممثل هاوٍ بلا مشروع ودائماً أبحث عن ممثلين محترفين أصحاب رؤية وبقدر الإمكان أحاول تحقيق هذا الهدف

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية