بينما يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة «حالة حرب حقيقية» كما يصفها الأهالي، يتعذر الوصول إلى أي من مسؤولي حركة المقاومة الإسلامية الحاكمة في القطاع «حماس» للتعليق على التصعيد العسكري الإسرائيلي والذي وصل إلى حد عدم استبعاد شن «عملية برية» مباشرة، حسب وزير الدفاع إيهود باراك.
ورغم التوتر الذي شهدته الضفة الغربية على خلفية قمع المسيرات السلمية في يوم الاستقلال الفلسطيني، سيطر الوضع المشتعل في غزة على تصريحات قيادات «حماس» وحركة التحرير الفلسطيني (فتح) في رام الله، والذين دعتا إلى ضرورة إتمام الوحدة الوطنية فورًا ردًا على العدوان الإسرائيلي.
وطالبوا بتشكيل «قيادة وطنية موحدة» لصد «الهجمة الإسرائيلية الهيستيرية» بحق الفلسطينيين من جهة، كما طالبوا بـ«موقف عربي واضح وحازم أقله وقف كل أشكال العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي».
وفي تصريحات خاصة، لـ«المصري اليوم»، قال محمود العالول، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» إن «هذا العدوان الهمجي غير المبرر ليس فقط على قطاع غزة وإنما على الضفة والقدس المحتلة». وأضاف: «قيادات الاحتلال تستخدم الدم الفلسطيني كدعاية انتخابية لها كما أنها تسعى لإفشال محاولة الفلسطينيين في الأمم المتحدة لنيل صفة الدولة».
وشدد العالول على «ضرورة إنهاء الانقسام فورًا، ردًا على استهداف قيادات وأبناء الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الذي فقد صوابه». وطالب الدول العربية والإسلامية بموقف حازم تجاه كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن أقل ما يمكن عمله هو «قطع العلاقات مع العدو والمساهمة في رفع الحصار عن غزة والضفة».
«لا ننتظر من العرب أقوالا بل أفعال أقل ما فيها قطع العلاقات»
بدوره، أكد عزيز الدويك، رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة «حماس» في الضفة، ضرورة إتمام المصالحة «بأسرع وقت ممكن»، مؤكدًا أنه «آن الأوان للأفعال وليس الأقوال. هذا يوم العمل».
وأشار الدويك في تصريح خاص، لـ«المصري اليوم» إلى أن «الوحدة الوطنية باتت فريضة على أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة العدوان». كما طالب القيادات السياسة العربية بالتناغم مع الإرادة الشعبية الرافضة لممارسات إسرائيل. وقال: «لا ننتظر منهم أقوالا وإنما أفعال، أقل ما فيها قطع العلاقة مع الاحتلال».
وعلى الصعيد الدولي، طالب نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح»، اللواء جبريل الرجوب، في بيان وصل «المصري اليوم» بتدخل دولي «لحماية الشعب الفلسطيني من المخططات التصعيدية والخطيرة التي تقوم بها حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة». واعتبر هذا التصعيد بمثابة «استراتيجية عسكرية وبداية جولة إرهابية جديدة للقيادة الفلسطينية لثنيها عن التوجه للأمم المتحدة».
وقال «الرجوب» إن منظمة التحرير والسلطة الوطنية تجريان اتصالات مكثفة مع أطراف عديدة، على رأسها الأمم المتحدة ومصر لوقف العدوان».
بدوره أدان رئيس الوزراء دكتور سلام فياض سياسة الاغتيالات في قطاع غزة، والتي أدت إلى سقوط إجمالي 11 شيهدًا حتى الآن، فضلا عن الجرحى. ودعا في بيان صحفي وصل «المصري اليوم» المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، والتحرك الفوري لوقف التصعيد، وإلزام إسرائيل بوقف عدوانها.