x

«بي بي سي» تستعين بخبراء دوليين لإنقاذ سمعتها من تداعيات فضيحة «سافيل»

الثلاثاء 13-11-2012 09:48 | كتب: أ.ش.أ |
تصوير : other

أجرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» حوارا موسعا مع عدد من خبراء الإعلام الدوليين للخروج بحلول عاجلة لإنقاذ سمعتها ومصداقيتها المهددة بالضياع بسبب الاستقالات الجماعية لكوادرها وكبار مسؤوليها على خلفية تداعيات فضيحة الراحل جيمي سافيل، الإعلامي السابق.

 

واعترفت «بي بي سي» أنها تتعرض لأزمات قاسية تكاد تفتك وتدمر غطاء المصداقية الذي يزين صرحها الإعلامي الكبير الرشيد بعد أن ظلت لعقود طويلة تحافظ عليه وتحرص على عدم اختراقه، إلا أنها تقاوم منذ أسابيع ويلات جحيم اتهامات لسياسي بريطاني سابق في أحد برامجها الشهيرة.

 

وبثت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرا تفصيليا حول أزمتها، صباح الثلاثاء، وقالت إنها «استطاعت لعقود طويلة بناء رصيد كبير من الثقة مع جمهورها الذي يمتد في كل أقطار الأرض، لكنها تواجه منذ أسابيع أزمة ساحقة هزت هذا الرصيد بطريقة غير مسبوقة».

 

وأضافت أن «آخر تلك الأزمات الصعبة بث تقرير في برنامج (نيوز نايت) الشهير تضمن اتهامات (غير صحيحة) لسياسي بريطاني سابق بالتورط في ارتكاب اعتداءات جنسية على أطفال، واتهامات بالتحرش الجنسي الموجهة للمذيع الشهير الراحل جيمي سافيل».

 

وتابعت: «إنها أزمات للأسف تسببت فى استقالة مدير عام الهيئة، جورج أنتويسل، أعقبها (تنحي) مديرة الأخبار في الهيئة، هيلين بودين، ونائبها ستيف ميتشيل، عن منصبيهما (مؤقتا) لحين انتهاء التحقيقات في الاتهامات بالتحرش الجنسي في فضيحة سافيل».

 

وقالت إن «اللافت للانتباه هو الاهتمام الكبير الذي تعاطى به الإعلام العربي بصفة خاصة والدولي بصفة عامة مع هذه القضية».

 

من جانبه قال خبير الإعلام الدولي والباحث في جامعة أوكسفورد «أقدم جامعة في العالم الغربي»، ليزلي ماكلولكن: «إنه من الواضح وبما لا يدع مجالا للشك أن هيئة الإذاعة البريطانية فقدت جانبا لا يستهان به من مصداقيتها لدى الجمهور، ولكن باعتقادي أنها لم ثؤثر بشدة على سمعتها».

 

وأضاف «ماكلولكن» في مقابلة خاصة مع «بي بي سي»: «إن الفضائح الأخيرة لديكم فريدة من نوعها ومن ثم أدت إلى تقليل ثقة المشاهدين في (بي بي سي) ولكن يبدو مؤقتا في اعتقادي وأصبح من الواضح أن مؤسستكم تبدي إصرارا حميدا على تطهيرها من الداخل».

 

وتابع إنه بالطبع ما حدث «مشين وبشع» ورغم ذلك أعتقد أن سمعة هيئة الإذاعة البريطانية لن تهتز أمام شعوب الأقطار العربية حتى في سوريا، طالما أن المؤسسة تسعى لتطهير نفسها بنفسها دون وصاية من أحد أو لأحد.

 

وقال إن تجاهل العالم العربي لمعايير الإعلام المهنية يرجع لأسباب عدة يتصدرها قطعا تدني مستوى الثقافة، كما أن إغفال المسؤولية الكبرى المتعلقة بذات الشأن أما مجتمعاتهم فتعد واحدة من أهم تراجع وترهل الأداء المهني بكل مستوياته في المؤسسات الإعلامية العربية.

 

وأضاف «ماكلولكن» لذلك يحزننا أن مؤسسة عمرها 90 عاما كهيئة الإذاعة البريطانية الواعية برسالتها الموجهة إلى أمة بأسرها أن تتورط في شكل من أشكال الانحراف المهني.

 

في سياق متصل، قال الخبيرالإعلامي والأستاذ بجامعة القاهرة، صفوت العالم: «مما لا شك فيه أن بعض وسائل الإعلام يتعاظم لديها المساس بسمعة الأشخاص وبعض قادة الرأي من الإعلاميين وتتوارى وتتورط سمعة المؤسسة الإعلامية في هذا السياق وبالتالي يضيع حق المشاهد والقارئ في تناول إعلام دقيق».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية