بعد أن شكلت نموذجا عالميا للامتياز التحريري والمؤسسة العريقة التى تحظى باحترام يوازي مكانة العائلة المالكة فى بريطانيا، تشهد هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) حاليا واحدة من أسوأ أزمات الثقة فى تاريخها بعد استقالة مديرها العام جورج أنتويسل بسبب بث تقرير فى برنامج «نيوز نايت» تضمن اتهامات للسياسى البريطانى السابق جيمى سافل بارتكاب اعتداءات جنسية على أطفال.
وأعلنت الهيئة أن مديرة الأخبار فى «بى بى سى» هيلين بودين ونائبها تنحيا عن دوريهما بعد استقالة مدير عام الهيئة جورج أنتويسل. وجاءت الخطوة التى اتخذتها بودين ونائبها ستيف ميتشيل فى الوقت الذى تتعرض فيه «بى بى سى» لسلسلة جديدة من الانتقادات من أعضاء البرلمان البريطانى عقب إعلانها حصول أنتويسل على مبلغ مالى يعادل راتب عام وقدره 450 ألف جنيه إسترلينى كجزء من الاتفاق على الاستقالة من منصبه، رغم أنه لم يعمل سوى 54 يوما فقط. وقال رئيس اللجنة الثقافية فى حزب المحافظين جون ويتنجدال إنه من الصعب تبرير هذا التصرف، بينما وصفت نائب رئيس حزب العمال هاريت هارمان الخطوة بأنها تشبه «المكافأة على الفشل».
وقال كريس باتن، رئيس مجلس أمناء «بى. بى. سى» إن الهيئة يمكن أن تنتهى ما لم تبادر بإجراء تغييرات جذرية بعد استقالة مديرها العام، وأضاف أنه يتعين استعادة الثقة إذا أرادت الهيئة التى تمول من المال العام مواجهة ضغوط المنافسين وخصوصا إمبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية التى ستحاول انتهاز الأزمة لصالحها.
أعلنت الشرطة البريطانية أنها أوقفت رجلا تزيد سنه على السبعين فى إطار التحقيق بشأن المذيع اللامع السابق فى «بى بى سى جيمى» سافل المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية على قصر.وأوضحت الشرطة أن هذا الرجل، الذى لم تكشف عن هويته، مشتبه فى ارتكابه جرائم جنسية وقد أطلق سراحه بكفالة.
ويعتز كثير من البريطانيين بهيئة الإذاعة البريطانية التى تحتفل بعيدها التسعين ويسمونها «العمة»، كما تحظى بالاحترام دوليا.