أدان حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي المصري، مساء الخميس، اغتيال النائب بالمجلس الوطني التأسيسي والقيادي في الجبهة الشعبية المعارضة، محمد البراهمي، مضيفًا: «ستظل دماؤه لعنة تطارد دعاة العنف والتطرف».
وكتب «صباحي»، في حسابه على «تويتر»: «رحم الله الشهيد البراهمي، ستظل دماؤه لعنة تطارد دعاة العنف والتطرف.. من لايعرفون إلا الدم لغة للخلاف، إنا لله وإنا إليه راجعون».
من جانبه، نعى التيار الشعبي المصري، في صفحته على «فيس بوك»، «البراهمي»، واصفًا إياه بـ«الشهيد المناضل»، محذرًا من «تغلغل الدموية في الخلاف السياسي».
وأوضح «التيار الشعبي» أنه «استقبل ببالغ الفزع والصدمة، نبأ استشهاد المناضل التونسي، الأخ محمد البراهمي، المنسق العام لـ(التيار الشعبي التونسي)، برصاصات الغدر، في ثان عملية اغتيال سياسية تشهدها تونس منذ اندلاع ثورات الربيع العربي».
وأعرب عن أسفه لـ«استمرار نهج الاغتيالات السياسية، الذي يطال رموز سياسية ومناضلين أبرياء يدافعون عن حقوق أوطانهم في الحرية والعيش الكريم»، معتبرًا أن ذلك «يكشف عن تغلغل الدموية في الخلاف السياسي»، مشددًا على أن «مواجهة العنف والتطرف وقوى الظلام أولوية رئيسية لمجتمعاتنا، إن هي أرادت الحرية والديمقراطية، وبناء دولة العدل وسيادة القانون، وتحقيق القصاص العادل لشهداء ثوراتنا».
وتابع: «الشهيد البراهمي، الذي عُرف بنقائه وحسه الوطني والقومي، عاش مدافعا عن ثوابت الأمة وواجه كما يواجه الشرفاء من أمثاله قوى الرجعية، التي هيمنت على السلطة وتريد الهيمنة على الثورة والدولة، وهي الهيمنة التي كان يقف لها البراهمي ورفاقه بالمرصاد، مدافعين عن استمرار الثورة التونسية، ساعين لتحقيق أهدافها، التي سالت من أجلها دماء الشهداء وهي (العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطني)».
واستطرد بقوله: «التيار الشعبي المصري، الذي ولد من رحم ثورة 25 يناير، وألهم البراهمي ورفاقه فكرة تأسيس تيار مماثل في تونس، يُدرك تماما وحدة القضية في مصر وتونس، فالثورة التي انطلقت شرارتها في تونس وتعمقت في مصر في 2011، هي نفسها الثورة، التي عرفت طريقها اليوم نحو الخلاص في مصر، ولأن مصر القائد الطبيعي لأمتها العربية، فقد دب الرعب في قلوب الخائفين من انتقال الشرارة هذه المرة من مصر إلى تونس، فانتفضوا للدفاع عن بقاء رأس تنظيمهم الدولي في حكم مصر، وراحوا يتخلصون من حملة مشاعلها والمدافعين عن خطها في البلد العربي الشقيق».
وحذر «التيار الشعبي» من «تصاعد موجة من الاغتيالات في تونس، التي بدأت باستهداف المناضل شكرى بلعيد، وأعقبه استهداف المناضل محمد البراهمي»، وشدد على أن «الشعب المصري، الذي يقف اليوم صفا واحدا في مواجهة الإرهاب، لن يتسامح مع مرتكبي مثل هذه الجرائم ولا مع المحرضين عليها أو الداعمين لها».
وجدد تأكيده على أن «السلمية هي طريق الشعوب الحرة للخلاص بإرادتها من الاستبداد، وتغيير مجرى التاريخ لصالحها»، لافتًا إلى أنه «لا يرى في دعاة العنف والتطرف وحملة السلاح إلا الرعب من ضوء النهار ونور الثورة، الذي يقترب، رغم كثافة الظلام واستباحة الدم».
واعتبر «دماء البراهمي وبلعيد وكل شهداء الحرية في أوطاننا العربية، التي أضاءت طريق التغيير نحو دول قوية موحدة ديمقراطية ستظل لعنة تطارد قاتليهم من دعاة العنف والتطرف وحملة السلاح، الذين لا يعرفون إلا الدم لغة للخلاف، وستتحرر بها الأوطان من قوى أرادت الاحتفاظ بالسلطة والاستبداد بالأوطان حتى لو على جثث شعوبها».
وأشار إلى أنه «لا يفوته التذكير برصيد البراهمي الوافر من النضال السياسي والوطني، منذ دراسته الجامعية، التي نشط خلالها ضمن تنظيم (الطلاب العرب التقدميون الوحدويون)، ثم تأسيس حزب حركة الوحدويين الناصرين، الذي لم يعترف به النظام المخلوع، ثم تأسيس حركة (الشعب) المعارضة، بعد الإطاحة بـ(بن علي)، وانتهاء بتأسيسه حزب (التيار الشعبي) المعارض لحركة النهضة التونسية، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس»، مختتمًا بقوله: «رحم الله الشهيد البطل وكل شهداء معاركنا وثوراتها من أجل الحرية والكرامة».
كانت وزارة الداخلية التونسية أعلنت، الخميس، العثور على النائب بالمجلس الوطني التأسيسي القيادي في الجبهة الشعبية المعارضة، محمد البراهمي مقتولا.
وأضافت أنّه تم العثور على جثة «البراهمي» داخل منزله، الواقع في حي الغزالة، بضاحية أريانة، شمال غرب العاصمة، مصابا بما لا يقل عن 11 رصاصة.