بعد عودة أوباما إلى البيت الأبيض، الخميس، برز موضوع التعيينات والحقائب ضمن أولويات اختيار فريقه للسنوات الأربع المقبلة، وتصدر الأسماء السيناتور جون كيري كمرشح بارز لتولي وزارة الخارجية، والسيناتور الجمهوري السابق تشاك هاجل لوزارة الدفاع، فيما تبرز أسماء مستشارين في البيت الأبيض لحقيبة وزارة المال أو مناصب في الأمن القومي.
وقالت صحيفة «الحياة» اللندنية، الجمعة، إنه بخلاف لهجتهم لدى انتخاب أوباما للمرة الأولى عام 2008، حين وعدوا بجعله «رئيسًا لولاية واحدة» وقاطع بعضهم خطاب التنصيب، أبدى الجمهوريون ليونة أكبر ولهجة أكثر انفتاحًا في التعامل مع الرئيس الأمريكي هذه المرة.
وقال رئيس مجلس النواب، جون باينر، «نحن على استعداد لأن نقاد، ليس كجمهوريين أو ديمقراطيين بل كأمريكيين، ويمكن أن ننظر في اقتراحات للبحث في إصلاح ضريبي شرط خفض الإنفاق الحكومي في ملفات ضمان الشيخوخة والعناية الاجتماعية».
وفور عودته إلى واشنطن، بدأ أوباما اتصالاته واجتماعاته مع فريق عمله لرسم الخطوط العريضة للولاية الثانية، إلى جانب الاتصال بالقيادة الجمهورية في مجلسي النواب والشيوخ، ولبحث الأولوية الأكثر استعجالاً والمتمثلة في الاتفاق على صيغة للموازنة تجنب البلاد أزمة تشريعية ومالية مطلع العام المقبل.
وعلمت «الحياة» أن موظفين من فريق السيناتور كيري قدموا أوراقًا للإدارة الأمريكية لنيل تصريحات أمنية رفيعة المستوى، ما يؤكد أنه ضمن الأسماء الأبرز التي يجرى درسها لتولي وزارة الخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون.
ويعتبر كيري من الشخصيات الأعرق في هذا الميدان، وانضم لأكثر من عقدين إلى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، كما ساعد خلال الولاية الأولى الإدارة في إجراء وساطات محورية مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي وتحسين العلاقة مع روسيا وتمرير معاهدة «ستارت» بين البلدين في الكونجرس.
وبرز اسم السفيرة في الأمم المتحدة سوزان رايس لتولي منصب وزيرة الخارجية، على رغم أنها تضررت من تداعيات اعتداء بنغازي، بعدما أعلنت في سلسلة مقابلات تليفزيونية ارتباطه حصرًا بالتظاهرات وليس بتنظيم «القاعدة».
وانتهز الجمهوريون هذه الفرصة لانتقادها، ودعا بعضهم إلى استقالتها، ما قد يضعف حظوظها في نيل موافقة لجان الكونجرس في حال ترشيحها للمنصب. ويرغب مستشار الأمن القومي، توم دونيلون، بالانتقال إلى الخارجية، وهو من بين الأسماء المتداولة.
أما في «البنتاجون»، حيث أبدى الوزير ليون بانيتا رغبته في المغادرة بعد تمرير موازنة الدفاع، برزت أسماء السيناتور هاجل، ومستشارة أوباما لشؤون الدفاع ميشيل فلورنوي ضمن الأسماء المتداولة، إلى جانب مدير وكالة المخابرات المركزية ديفيد باتريوس. وتعتبر جميع هذه الأسماء من الوجوه البراجماتية والوسطية سياسيًا، وترتبط بعلاقة جيدة مع النخبة العسكرية.
وأفادت صحيفة «بولتيكو» الأمريكية بأن مدير فريق أوباما، جاك لو، من أبرز المرشحين لتولي وزارة الخزانة خلفًا لتيموثي جايتنر، كما يتوقع ترقية مستشارين لأوباما، بينهم دنيس ماكدونو وتوني بلينكن ورون كلاين، في التشكيلة الداخلية لفريق البيت الأبيض.
واقترح البعض تعيين الرئيس السابق، بيل كلينتون، مبعوثاً للشرق الأوسط، من أجل العمل على القضية الفلسطينية - الإسرائيلية، على رغم أن هذا الأمر غير حاضر بقوة في الأجندة الحالية للإدارة، في انتظار نتائج الانتخابات الإسرائيلية مطلع العام المقبل، وأفق العلاقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس أوباما.