x

«جارديان»: ما حدث في مصر تحذير خطير لـ«أردوغان» وحزبه في تركيا

الأربعاء 17-07-2013 09:42 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : other

قالت صحيفة «جارديان» البريطانية أن «الانقلاب المصري يعتبر تحذيرًا لتركيا»، موضحة أن حزب «العدالة والتنمية» التركي الذي ينتمي له رئيس الوزراء رجب أردوغان يعزل معارضيه، مثلما فعلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأدى ذلك في النهاية إلى صدمة كبيرة عندما أطيح بمرسي في انقلاب هز أنجح أحزاب الشرق الأوسط، هو حزب «أردوغان».

وأوضح جيمس بلدوين، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط في جامعة «كوين ماري» البريطانية، في مقاله بالصحيفة أن ما حدث في مصر أثر للغاية على العدالة والتنمية في تركيا وعلى «أردوغان» بالتحديد، فمن ناحية، أحبط الانقلاب المصري خطة «العدالة والتنمية» في تصدير نسخته من الإسلام الديمقراطي الشعبوي إلى الشرق الأوسط، بعد أن رأى الأحزاب الإسلامية المنتخبة عقب الثورات في مصر وتونس تسير على خطاه، ورسخ علاقاته معهم بالمساعدات والتدريب والقروض.

وأضاف أن «أردوغان» صدر انطباعا قويًا عن نفسه في الشرق الأوسط، فأصبح «يغرد» بالعربية أكثر مما يفعل بالتركية، ومن جانبه كان مرسي يعتبر «العدالة والتنمية» قدوة لديمقراطية العالم العربي، خاصة أن دور أردوغان رقيب على نفسه كان متناسبًا مع رؤية «العدالة والتنمية» التي أرادت «سلطانًا عثمانيًا جديدًا» يجعل تركيا قوة إقليمية بالنسبة للسياسة الخارجية.

وقال «بلدوين» إن العدالة والتنمية أيضا قلل من مستوى المعارضة الشعبية لمرسي واعتبر أن «الانقلاب» مؤامرة أعدها الجنرالات المصريون، حتى أنه استخدم كلمة «انقلاب» مجازًا لتشويه حركة المعارضة التركية في «حديقة جيزي» بميدان «تقسيم»، حتى أن بعض النواب الأتراك ربطوا مباشرة بين ما يحدث في مصر وما يحدث في تركيا.

ورأى الكاتب والمحلل أن تلك النظريات التآمرية «إرث لسنوات من القمع التي تعرض لها الإسلاميون المصريون والأتراك من المؤسسات العلمانية المدعومة من الجيش»، لكن المشكلة بالنسبة للإخوان المسلمين والعدالة والتنمية هي «البارانويا» التي يشعرون بها خارج قواعدهم، مؤكدًا أن خطاب الضحية لم يعد يثير أي تعاطف بمجرد وصولهم إلى السلطة.

وتابع قائلا إن الحقيقة غير المريحة هي أن «العدالة والتنمية» التركي لا يريد قبول حقيقة أن الاحتجاجات الضخمة التي سبقت الانقلاب عبرت عن رفض واسع لسياسات مرسي، وبالتالي ينبغي على الحزب الذي يمثل أغلبية المجلس التشريعي التركي الاعتراف بذلك وإدراك أن المحتجين رفضوا تلك السياسات ولكنهم لم يرفضوا الإسلام السياسي، رغم عداوة كثير من المحتجين لذلك التيار، إلا أن أحدًا لا يريد إقصاء الإسلاميين من السياسة، كما أن محتجين «حديقة غازي» لا يريدون خروج الإسلاميين من المشهد التركي.

وأكد أن ما يرفضه محتجو مصر وتركيا هو الفهم الشمولي العنيف للديمقراطية، الذي يقول بأن الفائز بالانتخابات يأخذ كل شيء ويحق له فرض أجندته على بقية المجتمع، وتؤكد الحركة الاحتجاجية في المقابل على أن المعارضة الفاعلة جزء مهم من الديمقراطية تماما كالحكومة المنتخبة، وأهم مطالب المحتجين كانت في أنهم يريدون للسلطة أن تأخذهم بجدية وأن تستمع لهم.

وأشار إلى أن «شيطنة المعارضة» التي قامت بها الإخوان المسلمون، وحزب العدالة والتنمية التركي ليست عرضا للمشكلة، وإنما هي المشكلة نفسها.

أما فيما يتعلق بتونس، فقد أوضح الكاتب أنها اتخذت سمتًا مختلفًا ردًا على ما حدث في مصر، فرغم أن الحزب الإسلامي المنتخب في تونس «النهضة» وصف ما حدث بأنه «انقلاب»، إلا أنه لا يؤثر كثيرًا على مجريات الأمور في تونس، على العكس من أنقرة.

وقال إن حزب «النهضة» لم يفعل كما فعل حزب مرسي وحاول استغلال نصر انتخابي ضئيل لتطبيق أجندة «حزبية عنيفة»، وبدلا من ذلك، شكل ائتلافًا ثلثيه من الأحزاب اليسارية والعلمانية، وبرغم الانقسامات التي ظهرت حول دور الإسلام في الدستور التونسي، لكن حزب النهضة استطاع أن يبين قيمة الرؤية الشاملة في إحراز نجاح نسبي.

واختتم بالقول إن رفض المعارضة وتخوينها واختزال الصراع السياسي وتقديمه على أنه صراع بين الإسلامية والعلمانية، يتبنى خطابات قدمتها الأنظمة القديمة في مصر وفي تركيا، لكن مع أدوار معكوسة، ورغم أن الإسلام السياسي يظل قوة سياسية لها قاعدة كبيرة، إلا أن الأحزاب الإسلامية ستواجه صعوبة الآن إذا حاولت إقصاء المعارضة بالأصوات الانتخابية حتى لو حصدت أغلبية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية