x

عزل مرسي يُضعف صورة تركيا المقربة من الإسلاميين.. (تحليل)

السبت 06-07-2013 15:14 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : اخبار

اعتبر محللون أن السياسة الخارجية التي تنتهجها تركيا لتصوير نفسها نموذجًا يُحتذى به في العالم الإسلامي تلقت «انتكاسة» بعد تدخل الجيش المصري لعزل الرئيس «الإسلامي» محمد مرسي، بناءً على رغبة الشعب.

وقالت الوكالة الفرنسية، في تحليل لها، إن حزب العدالة والتنمية التركي الإسلامي الجذور الذي واجه مؤخرًا أوسع احتجاجات ضده في حكمه المستمر منذ 10 سنوات، نسج علاقات وثيقة مع مرسي وحركة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها.

وأدى تدخل الجيش للإطاحة بأول رئيس منتخب في مصر إلى إثارة الدهشة في أنقرة، التي عملت بجد لتصوير نفسها محركًا إقليميًا وديمقراطية نموذجية في الشرق الأوسط.

وصرح الباحث في مركز «كارنيجي أوروبا»، مارك بياريني، أنه «استنادًا إلى عملي في الشرق الأوسط، أشك في وجود (نموذج تركي) شامل في نظر المصريين في أي وقت كان».

وتابع أن «النموذج الوحيد الذي يراه المصريون في تركيا هو السياسة الاقتصادية، حيث أنجزت تركيا بالفعل انضباطًا ونموًا منذ 2001». ففي ظل حكم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الذي يعتبر أنه يزداد تسلطًا، فاز العدالة والتنمية في ثلاث عمليات انتخابية متوالية منذ 2002، فتسلم اقتصادًا واعدًا وأنهى حقبة شائكة شهدت حكومات ائتلافية غير مستقرة وتخللتها الانقلابات العسكرية.

وبعد أن كانت حكومة أردوغان أقرب حلفاء إسرائيل في العالم الإسلامي، عادت واستغلت الفراغ في العالم العربي في أعقاب الثورات الشعبية التي شهدتها المنطقة لتعزيز قوتها الناعمة وتشكيل صورة أكدت أنها ناجحة لنموذج يدمج الديمقراطية والإسلام.

وفي مؤتمر الحزب السنوي في سبتمبر، قال أردوغان للحشد الكثيف في أنقرة: «أثبتنا للجميع أن الديمقراطية المتطورة يمكنها التواجد في بلد ذي أغلبية مسلمة. أصبحنا نموذجًا يُحتذى للدول المسلمة».

وكان مرسي حاضرا من بين أكثر من 100 ضيف أجنبي في المؤتمر الذي كرس أردوغان رئيسًا للحزب للولاية الثالثة على التوالي والأخيرة، حيث يتوقع أن يترشح للانتخابات الرئاسية التركية المرتقبة في العام المقبل.

ورأى أوزديم سانبيرك، الدبلوماسي المخضرم، نائب وزير الخارجية الأسبق، أن «تركيا لم تفقد كل المؤهلات لتشكل نموذجًا، لكن تشخيص السياسة الخارجية في حزب العدالة والتنمية للعالم الإسلامي أثبت خطأها».

وصرح أنه «في الشرق الأوسط.. تم تحييد تركيا، فمن الواضح أن تركيا باتت لا تعلم خفايا الشرق الأوسط كما تؤكد»، إذ سارعت حليفتا تركيا في المنطقة، قطر والسعودية، إلى تهنئة خلف مرسي الرئيس الانتقالي عدلي منصور، بينما قطع أردوغان عطلته القصيرة ليعقد اجتماعا طارئا مع رئيس استخباراته ووزرائه، وندد، الجمعة، بتدخل الجيش المصري قائلا إن «الذين يعتمدون على السلاح في أيديهم، الذين يستندون إلى قوة الإعلام، لا يستطيعون بناء الديمقراطية... الديمقراطية تُبنى في صندوق الاقتراع وحسب».

من ناحية أخرى، أصبحت علاقات تركيا مع سوريا مقطوعة اليوم بعد قمع حليفها السابق الرئيس السوري بشار الأسد للمعارضة الشعبية لحكمه في بداية النزاع في 2011، كما أن علاقاتها بالعراق تشهد توترا مستمرا بعد رفضها تسليم نائب الرئيس العراقي الفار طارق الهاشمي الذي أدين في بلاده بالوقوف وراء مجموعات قاتلة.

وأوضح سانبيرك أن «العمل في الشرق الأوسط محفوف بالمخاطر، ويعود ذلك إلى أن العلاقات لا تنسج مع الشعوب بل مع حكام متسلطين، بالتالي عندما يسحب البساط من تحت هؤلاء، تبرز المشاكل».

وعلى الرغم من الانتقادات الحادة الصادرة عن المسؤولين الأتراك لتدخل الجيش المصري إلا أنهم أكدوا أنهم لن يقطعوا العلاقات مع القيادة الجديدة التي تتشكل في مصر بعد الإطاحة بمحمد مرسي.

وأكد المحللون أن ما حدث في مصر بعد أيام من الأحداث الدامية والتظاهرات المطالبة برحيل مرسي، يضع «العدالة والتنمية» وأردوغان في موقع دفاعي، لا سيما بعد التظاهرات واسعة النطاق ضد الحكومة التركية التي نفذتها أغلبية من الأتراك العلمانيين ضد أسلمة البلاد وأجندة الحكومة التي تزداد تسلطًا.

من جانبه، رأى هنري باركي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ليهاي، أنه رغم ذلك ما زال حزب العدالة والتنمية حزبًا كبيرًا و«ما زال فعالا».

وأوضح أنه «من ناحية ما، يثبت فشل مرسي نجاح العدالة والتنمية الفريد ويعززه». فقد سعى العدالة والتنمية إلى كسر نفوذ الجيش التركي الذي طالما اعتبر نفسه «حامي العلمانية التركية»، ونفذ أربعة انقلابات في نصف قرن، وأودع «العدالة والتنمية» مئات الضباط في السجن بتهمة التآمر لتنفيذ انقلابات، لكن الدرس الأول من فشل مرسي الذي ينبغي أن تلحظه جميع الحكومات والحركات، هو أن «حصر الديمقراطية بالانتخابات لا ينفع»، بحسب باركي ومحللين آخرين.

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية