أكد الفنان حسن يوسف أن تراجعه عن إنشاء حزب الشعراوى، والاكتفاء بإنشاء جمعية أهلية تتخصص فى الأعمال الخيرية والإنسانية يرجع لخوفه من تفسير أى عمل يقوم به، وفقا للتفسيرات السياسية، مشيراً إلى أنه فكر فى البداية فى إنشاء حزب لانزعاجه الشديد من حالة الانهيار الأخلاقى التى نعيشها حاليا، خاصة أن الحزب لا يطمع فى مناصب حكومية.
وقال حسن يوسف، لـ«المصرى اليوم»، إن غيابه عن الدراما التليفزيونية فى رمضان الماضى سببه اعتقاد المنتجين أنه متفرغ لتقديم مسلسل عن الشيخ أحمد ياسين، نافيا بشكل قاطع وجود فكرة لتقديم عمل فنى يجمعه بزوجته الفنانة المعتزلة شمس البارودى.
لماذا تراجعت عن إنشاء حزب الشعراوى؟
هذا التراجع جاء بعد تفكير طويل، ونصائح المقربين منى بأنه من الافضل أن أبتعد عن العمل السياسى، وأغلب أصدقائى وأهل الخبرة نصحونى بأن تقتصر الفكرة على إنشاء جمعية أهلية، لما يحمله الحزب من مشاكل وألاعيب قد تخيف الكثيرين، فضلا عن أن الأعمال الخيرية التى أرغب فى القيام بها سيتم تفسيرها، تفسيرات سياسية، لذلك قررت أن يقتصر المشروع على إنشاء جمعية أهلية تقوم بنفس النشاط بعيدا عن السياسة، لأن هدفى الحقيقى هو العمل الإنسانى والأخلاقى وليس العمل السياسى، خاصة أننى أعتبر نفسى «غشيم» فى السياسة ولا أفهم فيها.
وما الذى دفعك فى البداية للتفكير فى إنشاء حزب سياسى؟
- السبب الأساسى الذى جعلنى أفكر فى بداية الأمر فى إنشاء حزب، هو انزعاجى الشديد من انهيار المستوى الأخلاقى فى كل تعاملاتنا اليومية، سواء فى البيع والشراء والحوار، وحتى فى سلوكيات الناس فى الشارع، مما أدى إلى اختفاء قيم وتقاليد وعادات المواطن المصرى الأصيل، وحاولت التعرض لهذه القضية المهمة فى مسلسل «إمام الدعاة»، خاصة أن الشيخ الشعراوى كان حريصا على التمسك بالأخلاق الحميدة، ولكن للأسف لم أشعر بأى تغيير، وظلت الأخلاق فى انهيار حتى وصلنا إلى درجة لا تحتمل.
ولكن هذا السبب ليس له علاقة بالعمل السياسى؟
- فعلا، لذلك كنت أفكر فى إنشاء حزب ليس له أى أهداف سياسية، ولا يطمع فى مناصب أو «كراسى» حكومية، بل يسعى إلى تصحيح الأوضاع الأخلاقية والاجتماعية، كما أن لدينا الكثير من القضايا الإنسانية التى لم تفعل لها الأحزاب أى شىء، مثل قضية أطفال الشوارع التى ٌقتلت بحثا، وقضايا التكافل الاجتماعى الخاصة بالزواج والعلاج، وسأحاول التصدى لكل هذه القضايا من خلال الجمعية.
لماذا لم تقرر إنشاء جمعية من البداية؟
- ما جعلنى أفكر فى إنشاء حزب بدلا من جمعية، هو وجود عدد كبير من الجمعيات التى تعتمد فى عملها على جمع التبرعات، وكنت أخشى أن تأخذ فكرتى نفس هذه الصبغة، لأن الناس أصابها الملل من كثرة مطالب جمع التبرعات، كما أننى لا أريد جمع تبرعات بل أريد عودة أخلاقنا وتقاليدنا التى افتقدناها، وذلك من خلال وضع خطة نتجول بها فى الأقاليم والمحافظات بالتعاون مع جميع الأحزاب والجمعيات الأهلية.
ما سبب إختيارك اسم الإمام الشعراوى؟
- هذا الاختيار بمثابة وفاء إلى هذا الرجل العظيم الذى تعلمت منه الكثير وأدين له بالفضل بعد الله سبحانه وتعالى، كما أنه خير مثال للخلق، والله أرسل لنا هؤلاء الأئمة ليعلمونا سلوك الرسول الكريم وسنته، وكنت أنوى تغيير الاسم فى حالة إنشاء حزب، خاصة أن الشعراوى كان يكره السياسة، وعندما تم تعيينه وزيرا للأوقاف استقال بعد عامين، لكن بعد أن استقر الأمر على إنشاء جمعية أهلية فستبقى بنفس الاسم.
كيف ترى الحياة الحزبية فى مصر حالياً؟
- عشت عمرى كله بعيدا عن السياسة، لكن ما أراه يشير إلى أنه منذ قيام الثورة لم يفعل أحد شيئا للبسطاء، وحتى الآن مازالت المشاكل موجودة والأعباء تزيد، فنحن لم نخط إلا خطوة الثورة العظيمة، لكن رجعنا خطوات للوراء، وأخشى أن تشهد المرحلة المقبلة ثورة للجياع، لأن الهتافات التى تتردد فى المظاهرات حاليا اختلفت عن هتافات الثورة التى كانت تنادى بالحرية والكرامة الإنسانية، فهى الآن تنادى بالأكل والبوتاجاز وخفض الأسعار والاستقرار، وإذا كنا انتظرنا سنوات طويلة حتى نحصل على الديمقراطية التى لم تأت حتى الآن، فلن ننتظر كل هذه المدة على الجوع.
ما تقييمك لأداء الرئيس محمد مرسى؟
- نحن نتكلم كثيرا وليس لدينا وعى أو ثقافة بالديمقراطية، ولابد أن نتقبل فوز الرئيس مرسى حتى لو اخترنا غيره فى حالة تفكيرنا بمبدأ الدنيا، ونطيعه إذا كنا نفكر بمبدأ الدين الذى يقول «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم» وعلينا فى هذه المرحلة أن نسانده حتى تستعيد مصر عافيتها، لأننا نسمع كلاماً خطير عن أوضاع مصر الاقتصادية، وفى نهاية الأمر فالمسألة محددة بأربع سنوات، وإذا لم يوفق سنقوم بتغييره.
ما سبب غيابك عن الدراما التليفزيونية فى رمضان الماضى؟
- هذا الغياب لم يكن مقصودا، حيث انتشر خبر تقديمى دور الشيخ أحمد ياسين، فاعتقد صناع الدراما أننى مرتبط بعمل آخر، وكل ما فى الأمر أننى أبديت رغبتى فى تقديم الدور ومازلت أبديها.
هل سيبعدك العمل فى الجمعية عن الفن؟
- لا أعتقد أن هذا سيحدث، وسأحاول التوفيق بين المجالين.
ما حقيقة وجود عمل فنى يجمعك بزوجتك الفنانة شمس البارودى؟
- هذا الكلام ليس له أى اساس من الصحة، وهو خبر موسمى، لأن «شمس» معتزلة منذ 30 سنة، ولا تفكر فى العودة مرة أخرى.