استقبل الرئيس المؤقت عدلي منصور بمقر الرئاسة بالاتحادية، الثلاثاء، وفدًا من اتحاد الكُتّاب لمناقشة الوضع الراهن في مصر ووضع تصورات للمرحلة الانتقالية، والذي طالب الرئيس بضرورة «المحاسبة» قبل إجراء أي «مصالحة» كما حدث في جنوب أفريقيا، كما طالب بحظر الاعتصامات التي تقطع الطرق.
وضم اللقاء، الذي استمر لمدة ساعتين، كلًا من الكاتب محمد سلماوي، رئيس الاتحاد، والكاتب يوسف القعيد، والدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، والروائي إبراهيم عبد المجيد، والدكتور محمد المخزنجي، والكاتب جمال الغيطاني، والشاعر فاروق شوشة، وحضره أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس، وسكينة فؤاد، مستشارة الرئيس لشؤون المرأة، والدكتور مصطفى حجازي، مستشار الرئيس الاستراتيجي.
وقال محمد سلماوي لـ«المصري اليوم» عقب اللقاء، إن الرئيس كان مهتمًا بأن يستمع لآراء الكتاب والمثقفين ورؤيتهم للمرحلة الانتقالية، والدستور، وتشكيل الدستور، والمصالحة، مشيرًا إلى أن الكُتّاب المشاركين في اللقاء أعربوا عن استيائهم الشديد مما يحدث في بعض الميادين، مثل ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وتطلعوا إلى مرحلة تبدأ فيها الدولة الدستورية وتأخذ مجراها.
وأضاف أن الكُتّاب أكدوا للرئيس المؤقت أن النزول إلى الميادين لا معنى له، بعد نجاح ثورة 30 يونيو، وطالبوا بحظر الاعتصامات التي تعطل مصالح الناس، موضحًا أن التظاهر السلمي لا غبار عليه، مشددين على ضرورة البدء في بناء البلد بعد كل ما أصابه.
وأشار إلى أن اللقاء تطرق إلى ملف المصالحة، وقال «سلماوي»: إن الكُتّاب أكدوا على ضرورة أن تتم المصالحة على المحاسبة، وأن تتم معاقبة كل من خرق القانون وسفك الدماء، ولا نتهاون في حق الشعب، لافتًا إلى أنه استعرض خلال اللقاء تجربة جنوب أفريقيا، حيث لم تبدأ فيها المصالحة إلا بعد المحاسبة.
وأضاف «سلماوي» أن الرئيس أكد خلال اللقاء أنه يضع في اعتباره الأساس الانتقالي لمنصبه، والأساس المستقبلي، ويدرك أنه رئيس مؤقت، لإنجاز المرحلة، لكنه في الوقت نفسه يتخذ قراراته وعينه على المستقبل وليس على المرحلة الانتقالية، مشيرًا إلى أن الرئيس شدد على أن الإعلان الدستوري مؤقت ولا بد من التعامل معه على هذا الأساس.
وتابع «سلماوي» أن الرئيس أكد على أنه بمجرد إنجاز الدستور الجديد سيسقط الإعلان الدستوري، مشيرًا إلى أنه أبلغ الرئيس اعتراضه على المادة الثانية في الإعلان الدستوري وعلى ضرورة ألا تقوم أحزاب على أساس ديني وأن الدستور الصادر في عهد محمد مرسي هو دستور معيب، ولا بد من إعادة كتابته وليس تعديله، وأكد له الرئيس أن لجنة تعديل الدستور سيكون لها حرية كاملة في مناقشة كل هذه المسائل، وإعداد الدستور الذي يتطلع إليه الناس.
وقال جمال الغيطاني إنه تم خلال اللقاء طرح التساؤلات حول وضع المعتصمين في منطقة رابعة العدوية وحول وضع الدستور وتنفيذ المصالحة الوطنية، وأكد «الغيطاني» أن الرئيس شخصية واسعة الصدر وعلى دراية بالواقع الثقافي واللحظة التاريخية التي تمر بها مصر.
وقال يوسف القعيد: إن المصالحة ينبغي أن تكون مع من لا يحمل سلاحًا ولا يقطع طريقًا، مؤكدًا أن الرئيس المؤقت كان حريصًا خلال لقائه مع الأدباء على إبراز أهمية تحقيق المصالحة، مشيرًا إلى أن الرئيس طلب منهم أن يعملوا على توعية المواطنين والتواصل مع من لهم آراء مخالفة والوصول الى أماكنهم في الأقاليم.
وأضاف أن هذا الدور يمكن القيام به بعد تشكيل الحكومة الجديدة، من خلال وزارة الثقافة، مشيرًا إلى أن المثقفين والأدباء كانوا ممنوعين في عصر الإخوان، وعليهم حاليًا استعادة دورهم كاملًا.
وقال محمد المخزنجي، إن ما حدث منذ 30 يونيو أننا كنا جميعًا في مهمة إنقاذ للدين واستعادة مصر، مؤكدًا أن دور المثقف في هذه المرحلة هو دعم هذه المهمة النبيلة والجليلة من خلال أدوات المثقف مثل الكتابة وأي وسائل أخرى.
وقال إبراهيم عبد المجيد، إن دور المثقفين مهم في محاولة رأب الصدع والمصالحة، مشيرًا إلى أن الرئيس المؤقت أكد على أن المظاهرات الحالية ستنتهي مع مرور الوقت، حيث إن للرئيس قال إنه لا مصالحة مع من يرتكبون أعمال عنف وإنه يجب أن نفرق بين من يبني ومن يخرب ويقوم بأعمال عنف.
من جانبه، قال عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، إن اللقاء ناقش الوضع الراهن وتصورات المرحلة الانتقالية وكيفية الخروج من المأزق الراهن في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاد التي تمر بها البلاد.