قال المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي إن سوريا تشهد «كارثة عظمى»، مضيفًا أنه يسعى إلى استصدار قرار ملزم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتنفيذ عملية سياسية لتغيير شامل.
وأضاف «الإبراهيمي» في حوار أجرته معه صحيفة «الحياة» اللندنية، أن «عقدة مصير الأسد موجودة»، مشيرًا إلى أن وحدة الشعب السوري «مهددة بلا شك»، لكنه ليس قلقًا على تقسيم سوريا لكيانات أصغر، معربًا عن خوفه الشديد من أن تتحول سوريا إلى «صومال» جديدة ومن «انهيار الدولة» وظهور «أمراء حرب وميليشيات وتشكيلات متقاتلة».
وأكد أنه لا يشعر بالندم لقبوله مهمة مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا لاعتبارها «واجبا إنسانيا»، معربًا عن تمنياته ألا يصل سوء الوضع ويستمر إلى عام أو عامين قادمين، وألا تتحول سوريا إلى صومال أو أفغانستان أو مالي أخرى.
وردًا على سؤال حول وصفه لما يحدث في سوريا، قال الإبراهيمي: «الدولة وصفها بسيط وواضح كامل الوضوح: هذه مؤامرة مدبرة أخذت شكل أعمال إرهابية والدولة تقوم بواجبها لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه وإبقاء الدولة على حالها. لا أعتقد أننا نظلم الدولة في اختزال وصفها للوضع بهذه الطريقة. المعارضة أيضاً على اختلاف ألوانها ترد هذا ربيع عربي وهذا الشعب ثار ضد دولة ظالمة مستبدة مرفوضة ومنبوذة يجب إسقاطها كما سقطت أنظمة في بلاد أخرى»، موضحًا أن هناك في المعارضة من يعتبر أنها «ثورة شعبية شاملة ضد هذا النظام ترمي إلى إسقاطه، و هذا يعني أن الطرفين يتحدثان عن موضوعين مختلفين، وبالتالي لابد من إيصالهما إلى تعريف واحد للمشكلة».
وأعرب «الإبراهيمي» عن موافقته على أن وقت الإصلاح قد فات، مؤكدًا أن المطلوب الآن «تغيير حقيقي شامل وكامل»، مشيرًا إلى أنه ينبغي على الحكومات التي تريد أن تتجنب الذي حدث في مصر وتونس واليمن وليبيا أن تقود تغييرا حقيقيا «وليس تجميلياً.. إن لم تفعل الحكومة ذلك ستكون ضحية المطالبة المشروعة للشعوب العربية بتغيير حقيقي».
واعترف بأن هناك شيئا من الصحة في انتظاره لرأي روسيا والصين لتحويل مبادئ جنيف إلى قرار يصدره مجلس الأمن، موضحًا أن مجلس الأمن «منقسم» والحديث عن تفاصيل تشكيل حكومة سورية مليء بالتفاصيل والمناقشات.
وأوضح «الإبراهيمي» أن هناك ما يسمى «عقدة مصير الأسد» لدى السوريين، فهناك فريق يعتبر بقاءه ضرورياً، وفريق يعتبر رحيله شرطاً مسبقاً، وبالتالي علينا أولاً أن نتفق على الهدف ثم نحدد الوسائل.
وبشأن التدخل العسكري، قال«الإبراهيمي» إن التدهور في الحالة السورية وارد «لكنني لا أرى تدخلاً عسكريًا»، مؤكدًا أن مجلس الأمن لن يوافق بسبب مواقف روسيا والصين ودول أخرى، معربًا عن شكه في وجود تفكير من هذا النوع لدى أمريكا أو الغرب، مشيرًا إلى أن الخيار مازال «غير مطروح».