نشرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية تقريراً تفند فيه الفوائد التى حصلت عليها أنجولا نتيجة إقامة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين على أراضيها تحت عنوان «لكرة القدم أهداف أوسع» فى إشارة إلى الوحدة الوطنية التى ظهرت فى البلاد بعد الحادث الإرهابى بالاعتداء على حافلة منتخب «توجو»، فضلاً عن الفوائد الاقتصادية وتكوين بنية تحتية جيدة لتطوير الرياضة فى هذا البلد الذى اشتهر قبل ذلك بالانقسامات والحروب الأهلية .
وقالت الصحيفة شهدت أنجولا تطورات كبيرة فى الفترة الماضية من خلال استعداداتها لاستضافة كأس الأمم الأفريقية من إنشاء أربعة ملاعب جديدة وفنادق ومناطق سكنية لاستيعاب بعثات الفرق المشاركة فى البطولة، كما أن الحكومة الأنجولية حاولت من خلال البطولة تعزيز صورة البلاد فى الخارج والتطور الذى طرأ على أنجولا فى السنوات الماضية ونبذ الصورة السلبية عن العنف والفوضى التى كانت تعم البلاد فى الماضى القريب.
وأنفقت الحكومة الأنجولية ما يقرب من (المليار دولار أمريكي) على الاستعدادات للبطولة، وتكلف بناء الملاعب الأربعة ما يقرب من الـ(600 مليون دولار)، وتم بناؤها فى فترة زمنية أقل من العامين بعد الاستعانة بخبرات صينية .
وبالنسبة للوحدة الوطنية أكدت «فاينانشيال تايمز» أن الحكومة تحاول حتى الآن استغلال تأهل منتخب أنجولا والملقب بـ«الفهود» لحشد ما أطلقت عليه اسم «الحماس الشعبى» وخفض التوترات الشعبية القائمة منذ ثلاثة عقود نشبت خلالها حروب أهلية أرهقت كاهل الحكومة، وقضت على حركات التطور.
ونقلت الصحيفة عن «خوسيه لويس» الكاتب فى صحيفة «جورنال دى أنجولا» الموالية للحكومة قوله "كأس الأمم الأفريقية ستتحول إلى حافز للوحدة الوطنية وإحياء روح الوحدة الأفريقية مع تأهل المنتخب إلى دور الثمانية وسيره بشكل جيد فى البطولة" .
ونفت الحكومة وجود أى تأثير للحادث الإرهابى الذى راح ضحيته عضوان من بعثة منتخب توجو، بالإضافة إلى قائد الحافلة التى أقلت الفريق إلى «كابيندا» وأعلنت «حركة تحرير كابيندا» مسؤوليتها عنها، مشيرة إلى أنها حققت تقدماً سياسياً كبيراً لتغير الصورة السلبية عن أنجولا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من توفير الحكومة لكل الإمكانيات وبذلها الكثير من الجهود، إلا أن البطولة حتى الآن لاقت انتقادات شديدة من الضيوف بسبب عدم توفر أماكن الإقامة بشكل كاف، فضلاً عن ارتفاع الأسعار ووصول سعر الغرفة الواحدة فى الفندق إلى (800 دولار) فى الليلة، وأخيراً واجهت البعثات صعوبات فى الحصول على تأشيرات الدخول إلى أنجولا، والاستهتار من السفارات الأنجولية فى مختلف البلدان بحصولها على إجازة وصلت إلى ثلاثة أسابيع فى أعياد الكريسماس .