هل يكون (2010) بداية لسطر تاريخ جديد لأنجولا فى بطولة الأمم الأفريقية ؟ هذا هو السؤال الذى أرق مضجع «جوستينو فيرنانديز»رئيس الإتحاد الأنجولى لكرة القدم .
سؤال دفع الحكومة الأنجولية إلى إتخاذ قرار تنظيم كأس الأمم الأفريقية لتكون بمثابة صفحة جديدة للأنجولين فى البطولة.فلم تشفع المشاركة فى البطولات السابقة فى رى ظمأ الجمهور الأنجولى بعد.
حيث لم تستطع الدولة الواقعة جنوب القارة السمراء فى المشاركة فى البطولة طوال (19 دورة) من عام (59 إلى عام 94) حتى تلقفت أول خيط فى عام (1996) مسجلة مشاركتها الأولى فى البطولة الأقوى أفريقيا فى البطولة التى إستضافتها جنوب أفريقيا وفازت بكأسها .
وشاركت انجولا فى المجموعة الأولى بجانب منتخبات «جنوب أفريقيا»(البلد المضيف)و«مصر» و«الكاميرون» وخرجت من الدور الأول للبطولة بعد ان تلقت هزيمتين أمام مصر وجنوب أفريقيا وحققت تعادل مثير أمام الكاميرون بنتيجة (3-3) فى المباراة الثالثة .
خرجت انجولا خالية الوفاض من الدور الاول ولكن صدى التعادل مع «اسود الكاميرون» ترك اثاره طوال عامين فى الأدغال الأفريقية,لتعيد أنجولا الكره وتشارك لثانى مرة على التوالى فى بطولة (1998) التى إحتضنتها «بوركينا فاسو» وخرجت «أنجولا» من الدور الاول فى سيناريو مشابة لسيناريو «جنوب أفريقيا».
وفى الوقت الذى توقع فيه الجميع فى أنجولا مقعداً دائماً لأنجولا فى العرس الأفريقى كان لأقدام اللاعبين رأياً أخر, ففشلت فى الوصول إلى النهائيات دورتين متتاليتين فى بطولتى (2000-2004).ولكن برغم عدم مشاركة المنتخب الأنجولى فى البطولتين كانت بشائر أخرى قد بدت تظهر فى أفاق الكرة الانجولية بعد تمكن نادى «بيترو أتليتكو» الأنجولى من تصدر المجموعة الثانية فى دورى ابطال أفريقيا ثانى البطولات الأفريقية قوة ووصوله للدور قبل النهائى بعد إزاحتة أحد اعرق الفرق الأفريقية (النادى الاهلى المصرى ) والفوز علية بنتيجة (4-2) فى عقردارة بالقاهرة.
وربما كانت المحنة التى مر بها الفهود وغيابهم عن البطولة لدورتين هى الدافع الذى جعل الفهود الأنجولى يحقق كافة أمانية فى عام واحد .. (عام 2006) فالمنتخب الذى كانت طموحاتة مجرد الوصول إلى نهائيات كاس الأمم الأفريقية تمكن من الوصول إلى كأس العالم !.
وذلك بفضل قاعدة الهدف خارج الأرض بعد أن تساوت مع نيجريا فى عدد النقاط حيث فازت ذهاباً بهدف دون رد وتعادلت إياباً بهدف لمثله لتضرب عصفورين بحجر واحد وتصعد إلى كأسى العالم والأمم الافريقية .
.وابلت الدولة الفقيرة فى الإنجازات الكروية بلاءاً حسناً فى كأس العالم حيث تعادلت فى لقائين وخسرت الثالث فيما حققت نفس المركز فى الأمم الافريقية بمصر ولم تستطع بلوغ دور الثمانية.
ومع بزوغ نجم الانجولى «مامادو فلافيو» مع نادية الأهلى المصرى واصل الأنجولين الصعود ليتمكنوا من التواجد لرابع مرة فى المحفل الافريقى بغانا (2008) وتمكنوا من تخطى الدور الأول لأول مرة فى تاريخهم متخطين منتخبات فى قوة «السنغال» و«جنوب أفريقيا» ليقفوا أمام الفراعنة فى الدور الستة عشر لكن «مصر» انهت رحلتهم فى البطولة بهدفين لـ«حسنى عبد ربة» و«عمرو زكى».
ولم تجد «أنجولا» سوى البرتغالى «مانويل جوزية» لقيادة أحلامها فى البطولة التى ستقام على أرضها لم تجد سوى صانع إنتصارات الأهلى فى الأعوام الاخيرة لقيادة منتخبها فى البطولة وبالفعل كان جوزية على مستوى طموحات الفهود حتى الأن وقاد جوزيه الذى حقق أكثر من (18 بطولة) مع الأهلى والذى إعتبر ملكاً متوجاً لأفريقيا طوال السنوات الماضية «أنجولا» في ثماني مباريات منذ توليه المهمة في صيف (2009) حيث فاز في مباراتين وتعادل ست مرات ولم يخسر أي مباراة.
وتتمنى أنجولا عبور أكثر من حاجز فى البطولة التى تقام على ارضها الحاجز الاول يتمثل فى قدرتها كدولة مضيفة فى الفوز بكاس البطولة وهوالحلم الذى يراه «جوستينو فيرنانديز» رئيس الإتحاد الأنجولى حقيقة ممكنة ولكن الأرض لا تلعب مع اصاحبها دائماً فمن بين (26) بطولة أقيمت فى كأس الامم الأفريقية لم تتمكن الدول المنظمة من الفوز بالبطولة سوى (11) مرة فقط على الجانب الأخريبدو الفراعنة كأبرز مثال للعب الأرض مع اصحابها فقد حققت 3 بطولات أعوام(1959_1986_2006)من أربعة أقيموا على أرضها .
ويرفض "فيرنانديز" التقليل من مستوى طموحات بلادة فى البطولة فى المقابل يرى «مانويل جوزية» أن المباراة الأولى ستحدد إلى درجة كبيرة فرص «أنجولا» فى البطولة قائلاً أنه يرغب فى السير بإسلوب الخطوة خطوة فى البطولة مضيفاً نتمنى أن نقدم مستوى جيداً، ونقدم كرة قدم جميلة تليق بأنجولا، ونتمنى أن يحالفنا الحظ أيضاً.
ويعول الشعب الأنجولى الكثيرعلى قدرات المدير الفنى البرتغالى يرون فيه صفات تجمع بين الجرأة والشجاعة والقدرة على إتخاذ القرارات المناسبة إضافة إلى إنجازاتة السابقة فيما يرى الجميع سيطرتة التامة على اللاعبين وإطاعتهم التامة له .
أما الحاجز الثانى الذى تواجه أنجولا فى البطولة فيتمثل فى قدرتها على إنجاح البطولة خاصة أن البطولة تسبق كأس العالم والتى تقام لأول مرة بالقارة الأفريقية لذا فإن تنظيم البطولة فى انجولا سيكون كبالونة إختبار للقارة الافريقية قبل كأس العالم .
ولدى أنجولا قرابة (13 ملعباً) جاهزين للبطولة القادمة ومن المؤكد أن التطور الذى شهدتة الملاعب والبنية التحتية فى أنجولا هو الحصان الرابح لأنجولا بعيداً عن أدائها على العشب الأخضر .
وتلعب الدولة المنظمة مع الجزائر التى تمكنت من الوصول إلى كأس العالم 2010 على حساب المنتخب المصرى بطل أفريقيا طوال دورتين (2006- 2008)إضافة إلى مالى صاحبة الأداء القوى والمنتخب الذى يحتوى على نجوم بقيمة «كانوتية» نجم اشبيلية الأسبانى و«ديارا» لاعب ريال مدريد ومنتخب مالاوى المرشح بقوة لإحتلال المركز الأخير فى المجموعة .
ويبرز من لاعبى الجيل الحالى «مانوتشو» لاعب «مانشستر يونايتد» السابق و«بلد الوليد» الحالى والذى كان «جوزية» قد إستبعدة من قائمة المنتخب الأنجولى لتغيبة عن التدريبات إلا انه عاد وضمة لقائمة البطولة.
ولم يقدم اللاعب الانجولى الكثير مع فريقة فى الدورى الأسبانى حيث لم ينجح سوى فى تسجيل هدفين فقط طوال (14) أسبوع من الدورى الإسبانى و الفهد الانجولى «فلافيو » إضافة إلى «جيلبرتو» لاعب الأهلى المصرى فهل ينجح جوزية فى كتابة سطر جديد فى تاريخ أنجولا؟ ربما.