مع هيمنة الحزبين الديمقراطى والجمهورى على الساحة السياسية الأمريكية، انقسمت الولايات المتحدة انتخابيا إلى ما يعرف بالولايات الزرقاء التى تمنح أصواتها عادة للديمقراطيين، والولايات الحمراء التى تمنح أصواتها للجمهوريين، ولكن مع كل سباق انتخابى تظهر بعض الولايات التى توصف بـ«المتأرجحة»، وهى الولايات التى لا تحتوى على أغلبية سياسية جمهورية أو ديمقراطية، الأمر الذى يجعل مواقفها متغيرة من دورة انتخابية إلى أخرى، لذلك يبذل المرشحون أقصى جهودهم فى تلك الولايات لمحاولة الفوز بها فى الانتخابات وحسم المعركة.
وفى هذه الانتخابات مازالت هناك 8 ولايات لم تحسم أمرها نسبيا، وهى: أوهايوا، كولورادو، أيوا، فلوريدا، فيرجينيا، نيوهامشير، ويسكونسن، ونيفادا، وتمتلك جميعها 95 صوتا من المجمع الانتخابى، رجحت كفة الرئيس باراك أوباما فى انتخابات 2008.
ووفقا لاستطلاعات الرأى، فإن الرئيس أوباما يبدو متقدما بنسبة طفيفة على منافسه رومنى فى 5 ولايات منها أوهايو، أيوا، نيفادا، نيوهامشير، ويكسونسن، حيث تضمن له هذه الولايات نحو 44 صوتاً فى المجمع الانتخابى إذا ما حصل على تأييد الأغلبية فيها، خاصة أن فوز المرشح الرئاسى فى ولاية يمنحه جميع أصوات المجمع الانتخابى لهذه الولاية.
وتعد ولاية «أوهايو»، (18 صوتا)، معيارا حاسما للفائز فى الانتخابات، إذ إنها لم تؤيد أى مرشح خاسر منذ عام 1960، لذا تتجه الأنظار إليها لمعرفة ما إن كان أوباما سيتمكن من مواصلة تقدمه فيها، فيما يأمل الجمهوريون فى إضافة أصوات المجمع الانتخابى فى الولاية التى فازوا بها فى انتخابات حاكم الولاية ومجلس الشيوخ عام 2010 لتكون من نصيب مرشحهم فى انتخابات 2012.
وفى حالة خسارة أوباما فى أوهايو، فإنه يظل من الممكن حصوله على 270 صوتا والفوز فى الانتخابات إذا ما ضمن تأييد ولاية «كولورادو»، (9 أصوات) التى يعرف عنها اتجاه سكانها من ذوى الأصول الإسبانية، إلى دعم الديمقراطيين فى السنوات الأخيرة رغم أنه كانت تُعتبر سابقا داعمة بقوة للجمهوريين. ورغم ميل الولاية للديمقراطيين فإنها غير مضمونة بالكامل لهم بدليل حصول الجمهوريين عام 2010 على مقعدين فى مجلس النواب، فضلا عن تمركز القاعدة الشعبية للجمهوريين فى المقاطعات الريفية التى تمثل معقلا للأوساط الدينية والاجتماعية المحافظة.
وتعد ولاية «فلوريدا»، (29 صوتا)، مثالا قويا للولايات المتأرجحة، للفائز فى السباق الرئاسى فى جميع المنافسات الانتخابية منذ عام 1996. ففى عام 2000 كان الصراع فيها قويا بين جورج دبليو بوش وآل جور، مما أدى إلى صدور دعوات بإعادة فرز للأصوات انتهت فقط بأمر من المحكمة العليا. وتتنوع التوجهات السياسية للسكان هناك، حيث يميل البروتستانت والأمريكيون من أصل كوبى إلى دعم الجمهوريين، فيما يفضل الناخبون الحضريون والمتقاعدون اليهود دعم الديمقراطيين.
وتعتبر ولاية «فيرجينيا»، (13 صوتا) منطقة شد وجذب بين الجمهوريين والديمقراطيين، وبعد أن كانت معظم مناطق الجنوب تؤيد بقوة الحزب الديمقراطى منذ نهاية الحرب الأهلية وحتى ستينيات القرن الماضى، ارتفعت شعبية الجمهوريين حينما ساد الاستياء فى الولاية من إصلاحات الحقوق المدنية للديمقراطيين.