«القرعة من الأشياء الديمقراطية القليلة فى الكنيسة.. والبابا كان يقول لى: طوخى يا طوخى ياللى جبت لى التعب» بهذه الكلمات يتذكر رفيق باسيلى الطوخى مداعبة البابا كيرلس له، بعد أن اختاره فى القرعة الهيكلية عندما كان طفلاً عام 1959.
«الطوخى» الذى لم يتجاوز الخامسة من عمره عام 1959 اختار أول بابا لأقباط مصر فى العصر الحديث، وهو القمص مينا البراموسى المتوحد، الذى أصبح البابا كيرلس السادس، وذلك بعد لائحة عام 1957 التى تنظم انتخابات البطريركية وعملية اختيار البابا، يشغل الآن منصب مدير عام أحد البنوك الخاصة، إضافة إلى مناصبه الدينية كرئيس لجمعية الشبان المسيحيين فى الغربية، ووكيل مجلس ملى المحافظة، يروى ذكرياته عن يوم القرعة، قائلاً: الأحد 19 إبريل 1959 كان عمرى يقترب من أربع سنوات ونصف السنة، وعندما حضرت مع والدى قداس القرعة الهيكلية، وكان يوجد فيه ما يقرب من 35 طفلاً آخرين، لكنهم اشترطوا فى الطفل الذى يقوم بسحب الورقة أن يكون شماساً، وهى أول رتب الكهنوتية السبعة، التى تنتهى بالبابا، وكان قائمقام بطريرك الأنبا أسانيوس، مطران بنى سويف، هو من يختار الطفل الذى سيقوم بالقرعة، ولما مر الأطفال أمامه اختارنى لأنه قام بتشميسى قبلها بثلاثة شهور.
ويضيف «كنت وقتها طفلاً صغيراً ومش فاهم إيه اللى بيحصل وكنت خايف جداً وبعدين جابولى ظرف فيه 5 أوراق وسحبت منه 3 أوراق، لكن كل الموجودين شخطوا فيا وقالولى ورقة واحدة بس، وبعدين سحبت ورقة وطلع مكتوب فيها اسم القمص مينا البراموسى المتوحد أو البابا كيرلس».
وعن ذكرياته مع البابا كيرلس بعد ذلك يقول الطوخى: «كان معروفاً عن البابا كيرلس اهتمامه الكبير بالدين وتركه الدنيا وشؤونها، ولم يكن يحب التحدث كثيراً، كانت علاقته بى جيدة جداً، وكنت أزوره أسبوعياً، وأول مايشوفنى يضحك ويقولى طوخى يا طوخى ياللى جبت لى التعب»، مؤكداً أن القرعة من الأشياء القليلة جداً الديمقراطية فى الكنيسة، وتجربة قيامه بسحب ورقة اختيار البابا كيرلس جعلته يشعر بالمسؤولية مبكراً و«بالبركة الكبيرة اللى خدها منه»، على حد قوله.