قال محمود حسن رمضان، المتهم بإلقاء صبية من أعلى سطح عقار سيدى جابر، خلال الاشتباكات بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، والمتظاهرين، في تحقيقات نيابة شرق الكلية التى أجريت، إنه لا ينتمى إلى جماعة الإخوان وأنه من المعارضين للرئيس المعزول محمد مرسى، كما أنه ينتمى لفكر السلفية الجهادية، ولا يؤمن بوجود الأحزاب ومجلس الشورى ومجلس الشعب، وإنه نزل إلى المظاهرات، لأنه اعتاد المشاركة فى جميع التظاهرات التى تدافع عن التيار الإسلامى، أيا كان اتجاهها.
واعترف المتهم، تفصيليا فى التحقيقات، التى أجراها الحسينى ياسين، وكيل نيابة شرق الكلية، بإشراف المستشارين محمد صلاح جابر، محامى عام نيابات شرق الإسكندرية، ومحمد صلاح عبدالمجيد، رئيس النيابة، بواقعة إلقاء الأطفال من فوق سطح عقار سيدى جابر، حيث قال: «اللى حصل إن أنا يوم الجمعة اللى فات نزلت مظاهرة مؤيدة للرئيس محمد مرسى، ولما وصلنا محطة ترام سيدى جابر حصل استفزازات بين الطرفين المؤيدين والمعارضين، نتيجة رفع الطرف المعارض صورة للرئيس محمد مرسى عليها علامة إكس، وهو ما أثار استفزازنا، وحصل تراشق بالطوب، والكلام ده كان الساعة 2 ظهراً، وبعدين فيه ناس معاها سلاح أبيض وشوم بدأت تتجمع، وحصل ضرب جامد لغاية ما وصلنا المنطقة الشمالية، وأنا كنت فى مجموعة التأمين، عشان المظاهرة كان فيها أخوات، وكان لازم ندافع عنهن، وطلبت من الناس اللى معايا إما نتقدم أو نرجع كلنا، وبالفعل قدرنا نصد المعارضين، لغاية ما هربوا فى الشوارع الجانبية».
وأضاف المتهم أمام الحسينى ياسين، وكيل النيابة، أنهم شاهدوا بعض الأشخاص يلقون عليهم الحجارة من أعلى سطح عقار سيدى جابر (محل الواقعة)، «فقمنا بالتقدم نحو باب العقار، وتمكنا من كسره».
وأضاف المتهم أن أحد الصبية «سب له الدين» من أعلى الخزان، وهدده، فى حالة الصعود إلى أعلى، مما أثار غضبه، و«بعد كده سمعت طلق خرطوش، وعرفت ان أحد الأشخاص الموجودين على السطح أطلق الخرطوش على واحد من الصبية، وأصابه».
واستمر المتهم فى تفجير مفاجآته أمام النيابة، حيث كشف أنه فور قيام الأشخاص المؤيدين لمرسى بإلقاء أحد الصبية من فوق الخزان إلى أرضية السطح ظل ينزف من فمه، فقام بتلقينه الشهادة 3 مرات، حتى رددها الضحية، ثم غاب عن الوعى.
وبسؤال المتهم عن انتمائه لأى حزب أو نشاط سياسى، قال: «أنا لا أنتمى لأى حزب سياسى، لكنى شاركت فى كل مظاهرات الإسلاميين، لأنى أحب التيار الإسلامى، وكنت أحضر صالون الشيخ أسامة الشافعى، أمين حزب العمل الجديد بالإسكندرية، وكنت معجبا بآرائه».
وبسؤاله عن انتمائه لجماعة الإخوان أجاب: «على العكس، أنا معارض لهم وللرئيس مرسى، لأنه لا يطبق الشريعة الإسلامية، كما أنى لا أؤمن بالدستور أو مجلس الشورى أو مجلس الشعب، لأنها تتعارض مع الشريعة، إلا أننى اضطررت للتصويت بـ(نعم) على الدستور، عندا فى العلمانيين الذين صوتوا بـ(لا)».
وأشار المتهم إلى أنه يطلق لحيته، منذ وجوده بالسنة الثانية فى الجامعة، وكان معجبا بالمذهب السلفى، وأنه شارك فى مظاهرات الانتفاضة الفلسطينية، إلا أنه، منذ عام 2005 إلى عام 2011، ابتعد عن الالتزام، وحلق لحيته، ثم عاد للالتزام مرة أخرى، بعد ثورة يناير، حسب قوله، واختتم أقواله بأنه يميل إلى الفكر الجهادى فى تطبيق الشريعة.
وبسؤال المتهم الثانى عبدالله أحمدى عبدالواحد، موظف بشركة الكهرباء، مقيم بدائرة قسم أول المنتزه، المحتجز بقسم العظام بمستشفى مصطفى كامل للقوات المسلحة، ومعين حراسة عليه، أقر أمام محمود البرى، وكيل نيابة شرق، بانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وأنه كان متواجدا على السطح، أثناء ارتكاب الجريمة، إلا أنه لم يشارك فى أى قتل.
كانت الأجهزة الأمنية فى الإسكندرية قد رصدت ظهور فيديو على المواقع الإلكترونية والفضائيات يظُهر بعض المتظاهرين يقومون بإلقاء أشخاص من أعلى خزان مياه بسطح أحد العقارات بشارع المشير أحمد إسماعيل، بدائرة القسم، أحدهم ملتحٍ ويحمل علما أسود، وتوصلت تحريات ضباط إدارة البحث الجنائى إلى تحديد شخصية المدعو محمود حسن رمضان عبد النبى، 31 سنة، محاسب بشركة بتروجيت، مقيم بدائرة قسم أول المنتزه.
وتمكن ضباط إدارة البحث الجنائى، بالتنسيق مع الأمن العام وضباط إدارة البحث الجنائى بأمن كفر الشيخ، من ضبطه، أثناء تواجده طرف والد زوجته المدعو محمد محيى الدين محمد، 64 سنة، داخل شقة بمساكن تعاونيات بنك الإسكان مركز بلطيم - محافظة كفر الشيخ، وتم ضبطه، وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة، بالاشتراك مع المتهم الثانى عبدالله أحمدى.
وكشفت تحريات المباحث أن المتهم كان قد تشاجر مع والديه، بعدما علم أنهما وقعا على استمارة «تمرد»، وترك المنزل، وذهب إلى جهة غير معلومة، إلا أنه اتصل بوالده، لتدبير مكان للهرب، بعد أن أخبره أصدقاؤه بأنه مطلوب القبض عليه، وصوره بالفيديو تملأ الفضائيات، فدبر له والده الاختباء لدى حماه فى بلطيم، وعندما هاجمت القوة المكلفة بضبطه المنزل وجدوه مختبئا فى الحمام.
وقررت النيابة حبس المتهم محمود حسن رمضان عبدالنبى أربعة أيام احتياطياً على ذمة التحقيق، ومراعاة إرساله بجلسة، 10 يونيو الجارى، للنظر فى أمر تجديد حبسه، وحجز المتهم عبدالله أحمدى عبدالواحد، ويراعى عرضه بجلسة، 10 يونيو الجارى، رفقة تحريات إدارة البحث الجنائى، مع مراعاة مدة الحجز القانونية، وإخلاء سبيل المدعو محمد محيى الدين محمد، حمى المتهم الأول، من ديوان مديرية الأمن، بالضمان الشخصى.