ركزت بعض الصحف الأجنبية على الأوضاع السياسية فى مصر قبل أحداث الحرس الجمهورى التى وقعت فجر الإثنين، واعتبرت أن حزب النور السلفى أمامه فرصة لتعويض مكان جماعة الإخوان المسلمين فى الساحة السياسية، إلا أن تعنته يهدد العملية الانتقالية فى مصر.
رأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الجيش المصرى لديه «وجه مدنى» متمثل فى هيئة القضاء. وقالت الصحيفة إن خطة جنرالات الجيش هى «تجميع القادة السياسيين فى مصر، ثم البدء فى كتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات»، مضيفة أنه «يمكن تغيير قواعد اللعبة السياسية فى البلاد عبر عاملين فقط، هما: الجيش والإخوان».
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن تحرك الجيش نحو عزل محمد مرسى أوقف انزلاق مصر نحو الهاوية، مشيرة إلى أن المستقبل الأفضل للبلاد هو الاعتماد على حكمة هذا النوع من الجنرالات الذين لم ينجح من سبقوهم فى الحكم عقب ثورة يناير.
وأوضحت الصحيفة أن وصول مرسى للحكم كأول رئيس منتخب ديمقراطيا كان أفضل ما شهده حكمه، لكن هذا الرئيس المنتخب انزلق إلى الفشل والسلطوية، لافتة إلى أنه سريعا ما عزز المخاوف حيال تحرك جماعته لاستغلال هذه السلطة فى بناء ديكتاتورية دينية، واتضح ذلك جليا فى الإعلان الدستورى الذى منحه سلطات مطلقة واقتناص فرص كتابة الدستور.
وتابعت الصحيفة أن ملايين المصريين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج، ليس فقط على هذه الممارسات الاستبدادية والانقسام السياسى الذى تسبب فيه الإخوان المسلمون، وإنما بسبب سوء الإدارة التى أدت إلى مزيد من التدهور الاقتصادى ونقص الغاز والطعام.
وفى الصحف البريطانية، رأت صحيفة «إندبندنت» أن حزب النور السلفى فى مصر أمامه فرصة طالما انتظرها، وهى تعويض تيار الإخوان المسلمين فى الساحة السياسية. وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان عن تعيين محمد البرادعى رئيسا للحكومة الجديدة ثم تصحيح الخبر بأن البرادعى لم يعين رسميًا، إنما كان بسبب تحفظ حزب النور على تعيينه.
وفى الصحف الفرنسية، قالت صحيفة «لوفيجارو» إن ما وصفته بـ«تعنت» التيار السلفى المتمثل فى حزب «النور» يهدد العملية الانتقالية فى مصر فى مرحلة ما بعد عزل مرسى، وأوضحت أن المتظاهرين الليبراليين فى ميدان التحرير قد يشعرون قريبا بخيبة أمل، لأن بعضهم يجدون أنفسهم، بعد خلع الرئيس المنتمى لجماعة «الإخوان المسلمين»، فى إدارة عملية الانتقال السياسى على نفس الطاولة مع سلفيى حزب «النور» المعروف ـ بحسب الصحيفة ـ بـ«التعصب والتطرف الدينى». وحذرت «لوفيجارو» من أن معارضة تسمية البرادعى رئيسا لوزراء مصر «تظهر أيضا بداية معركة سياسية جديدة لتقسيم مصر فى مرحلة ما بعد مرسى»، والتى يمكن أن تزداد سوءا خلال الاستعراض المنصوص عليه فى خارطة الطريق والنص الدستورى المثير للجدل بالفعل.
فيما قالت صحيفة «ليبراسيون» إن ما يحدث فى مصر وما سيحدث فى الأيام المقبلة يمكن أن «يغير إلى الأبد ميزان القوى فى المنطقة الممتدة من شمال أفريقيا إلى بلدان الخليج العربى». ورأت الصحيفة أن أسوأ ما يمكن أن يواجه مصر يتمثل فى المماطلة التى قد تقود البلاد إلى «حرب أهلية».
وأكدت الصحيفة أن الجيش ليس لديه خيار سوى إجراء انتخابات جديدة وإعادة عملية ديمقراطية التى من شأنها أن تنطوى على الكثير من المكونات السياسية فى البلاد. وأوضحت الصحيفة أن التحدى الذى سيواجه الحكومة الجديدة يتمثل فى تحقيق توافق فى الآراء بشأن تسمية رئيس الوزراء، بالإضافة إلى أعمال العنف التى تجتاح الآن شمال سيناء، و«الطاقة المتجددة » التى تظهر من جانب الموالين لمرسى.