x

جاهين وحداد.. آباء العائلة المقدسة

الأربعاء 31-10-2012 21:23 | كتب: أحمد الفخراني |
تصوير : other

فى مكتبه بالدور السادس بالأهرام الشهير تاريخيا بطابق العمالقة، يجلس بهاء جاهين، يبدو استحضار روح صلاح جاهين فى شخصه، هو الأمر البديهى، لكن تأثير فؤاد حداد به كان عميقا فى شعره، يقول بهاء الأشبه فى جلسته وهدوئه ولحيته البيضاء بحكيم يتأمل أحوال العالم «عندما كان عمري 22 عاما، كنت أرغب في قراءة الشعر الفرنسي، لم يفكر أبي كثيرا، وذهب بي إلى فؤاد حداد، وجدت طفلا بريئا، وسرعان ما تصادقت مع ابنيه أمين وسليم، كان فؤاد حداد يفخر كثيرا بأن صلاح جاهين أرسل له ولده ليتعلم الشعر».

علاقة صلاح جاهين بفؤاد بدأت مبكرا، كما رواها بنفسه من قبل، وكما كررها بهاء، عندما قرأ تلك الأبيات «في سجن مبني من حجرفي سجن مبنى قلوب السجانينقضبان بتمنع عنك النور والشجرزى العبيد مترصصين».

كانت تلك الأبيات تحديدا تمثل تصور صلاح جاهين عما ينبغي أن يكون عليه شعر العامية، موديل يحررها من الزجل ويدفع بها إلى أرض أرحب، فتعرف على فؤاد حداد، الذى قرأ عليه أيضا الشعر الفرنسى، والتى تبدى أثرها واضحا فى قصيدة «شاى باللبن كما لاحظ بيرم التونسى الذى تعرف عليه وقتها».

كان فؤاد حداد واحدًا من أصدقاء عديدين لجاهين الأب، أوردوا المعتقل فى عام 1959، كان من المفترض أن يكون واحدا منهم، يتابع جاهين الابن «كان اسمه على قوائم المعتقلين دائما، لولا أن عبد الناصر كان يحبه شخصيا».

أثر ذلك الموقف كثيرا على جاهين، كان يشعر أن مكانه معهم خلف القضبان، وظهر ذلك على عدد من القصائد ومنها غنوة برمهات، التى أرسلها إلى فؤاد حداد فى المعتقل، ورد عليه فؤاد حداد ردا شعريا، لم ينشر بعد، وفقا لحداد الابن.

تقول غنوة برمهات، فى أحد المقاطع (بتصرفوالتى يخاطب فيها ساكنى الصفيح (الزنازين) «صاحبكم اتلطم كتيراصفحواياساكنين البيوت الصفيحأنا مانيش المسيحالدنيا كدب فى كدب وانتوا بصحيح».

لم يذكر بهاء جاهين، ما فعله جاهين الأب عند خروج فؤاد حداد من المعتقل، اكتفى بما قدمه حداد لجاهين، وهى نفس الملاحظة على أمين حداد الذى اكتفى بما قدمه جاهين لحداد.

يقول حداد الابن «عندما خرج أبى من المعتقل عام 1964، تنازل جاهين عن مساحته التى ينشر فيها أشعاره ورسومه بالأهرام لفؤاد حداد قائلا، إنه يتنازل عن تلك المساحة اليوم إلى أستاذه رابع شعراء العامية فى مصر ابن عروس والنديم وبيرم وفؤاد حداد».

يتابع أمين «كان من المفترض أن يكتب صلاح جاهين المسحراتى بناء على طلب من الإذاعة المصرية، لكنه قال، لدي من هو أشطر منى ليكتبها، مرشحا فؤاد حداد».

المقارنة التى يفضلها المجتمع الأدبى بين حداد «الأشعر»، وجاهين «الأشطر» بحسب وصف صاحب «الرباعيات» نفسه، بين شاعر كان يرى نفسه مؤسسة ولم تحمه، وشاعر دعمته المؤسسة، تسامت عليها  فيما بعد علاقة النسب بين أمين بن حداد، وأمينة بنت جاهين.

يقول جاهين عن حداد «كان لديه زخم وفحولة شعرية ويشبه الشعراء الملحميين، ويقول حداد عن جاهين عندما يتوقف عن كتابة الشعر حاثًا إياه على العودة، هذا أشعر الشعراء، عندما نقرأ له كلمة سلام، ونقول معه بكرة أجمل م النهاردة، وعندما تطالع رباعياته وتلهث وراءه، كأنه يرأف بك، ويرد إليك أنفاسك عندما يختم كل رباعية بلازمة الدهشة المطمئنة والقلق المريح».

استمر أبناء وأحفاد الاثنين، يقاومون بالغناء والكتابة عن مقدسات انتهكت كالمقاومة، الثورة، الحمل الفلسطينى، فى فرقة الشارع، التى تضم أمين حداد وسامية ابنة صلاح جاهين، وسلمى حداد وزوجها حازم شاهين، يرددون «على اسم مصر» جنبًا إلى جنب مع «حيوا أهل الشام يا أهل الله».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية