سادت حالة من الارتياح داخل الأوساط القبطية بعد ظهور نتيجة الانتخابات البطريركية بصعود الأنبا رافائيل، والأنبا تواضروس، والقمص رافائيل أفامينا، إلى القرعة الهيكلية التى ستجرى الأحد المقبل.
من جانبه قال كمال زاخر، منسق التيار العلمانى، إن نتيجة الانتخابات منطقية وطبيعية ومعروفة منذ الإعلان عن المرشحين الخمسة، والأسماء الثلاثة تمثل 3 مدارس بالكنيسة القبطية، حيث يمثل الأنبا رافائيل مدرسة الأنبا موسى، أسقف الشباب، وهى مدرسة التصالح والوسطية والتجميع لا التفريق، كما أن قربه من الأنبا موسى الأسقف المحبوب فى الكنيسة دفعت للحصول على أعلى الأصوات من الناخبين الأقباط.
وأضاف: يمثل الأنبا تواضروس مدرسة الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركى، حيث ينتمى لمدرسة الإدارة الممزوجة بالروحانية، والأنبا تواضروس له نفس منهج الأنبا باخوميوس فى رغبته فى عودة الكنيسة لمدرسة الإدارة الحديثة.
وتابع: بينما ينتمى القمص رافائيل أفامينا لمدرسة البابا كيرلس السادس وهى الصلاة والروحانية وعودة الكنيسة لعملها الروحى بعيداً عن متاعب السياسة ومشاكلها.
وطالب «زاخر» بأن يضم البطريرك الجديد المرشحين الآخرين لمساعدته، واتباع تقليد البابا كيرلس السادس، والبابا شنودة. ولفت إلى أنه على رأس القضايا الأساسية التى ستواجه البطريرك القادم الخروج من فكر الفرد القائد إلى المؤسسة، وهى الأفكار السائدة فى العالم الحديث، كما طالب بضرورة إعادة كتابة قانون اختيار البابا وإعادة النظر فى منظومة التعليم والرهبنة والزواج والمحاكمات الكنسية، وكذلك تأسيس آلية لحل المجلس الملى، لأنه من موروثات الدولة العثمانية ويحتاج إلى إعادة هيكلة بدءاً من المسمى وصولاً إلى الصلاحيات.
واقترح «زاخر» تكوين ما يسمى «المجلس الأعلى للكنيسة القبطية» ليضمن مساندة البطريرك فى حل المشكلات والقضايا المتعلقة بالكنيسة الأرثوذكسية.
فيما أشار ممدوح رمزى، نائب رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إلى أن العملية الانتخابية يحتذى بها وتمت بشكل حضارى وديمقراطى، والشارع المصرى والقبطى تقبل الأمر فور خروج الأنبا بيشوى والأنبا يوأنس، وكان الرأى اختيار الأنبا رافائيل والقمص رافائيل أفامينا والقمص باخوميوس، ولكن ربما غير الناخبون رأيهم ليتجهوا لاختيار الأنبا تواضروس نتيجة لشعبية الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركى.
بينما أكد الدكتور إيهاب رمزى، عضو مجلس الشعب السابق، أن الانتخابات البطريركية ضربت أروع الأشكال الديمقراطية ويجب أن يحتذى بها فى السياسة المصرية، وقال إنه أمام البطريرك القادم مشكلات عديدة أهمها إقرار قانون دور العبادة الموحد وقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين وتعديل لائحة 1957.
من جانبه، قال عماد جاد، نائب رئيس حزب المصرى الديمقراطى، إنه على البطريرك الجديد تنفيذ مطالب الأقباط التى تنقسم إلى شقين: الأول إصلاح داخلى جذرى يصل لمستوى ثورة 25 يناير بجانب ضرورة تغيير الوجوه التى تصدرت المشهد الكنسى خلال السنوات العشر الماضية، وإعادة تفعيل المجلس الملى العام، بدءا من إجراء انتخابات جديدة له وتغيير ما يسمى «الأراخنة» ورجال الأعمال وقائمة البابا، حتى يكون معبراً عن الشارع، وتغيير لائحة 1957، ولائحة 1938 الخاصة بقوانين الزواج، ومن ناحية الشكل الخارجى فإنه مطلوب «بطريرك» يتعامل بالحكمة والقوة مع كل القضايا شديدة السخونة والمهمة.
وأضاف أن ما يحدد دور البابا وتعامله مع الدولة هو المجتمع، فإذا كان المجتمع طائفياً فإن البابا سيمارس السياسة وإذا كان مجتمعاً ديمقراطياً فسيقتصر دور البابا على الجوانب الروحانية.
من جانبه، قال الباحث القبطى هانى لبيب: «البابا القادم لابد أن يغير اللائحة لأنها ستسبب مشاكل فى اختيار البابا بعد ذلك»، مشيرا إلى أن خروج الشباب المسيحى للحياة السياسية أصبح واقعاً يجب التعامل معه، وأنهم لن يعودوا لما قبل ذلك، لافتا إلى أن المشكلة الكبيرة التى تواجه البابا القادم هى «الفضائيات المسيحية»، وتساءل: لماذا 3 قنوات يتم من خلالها استنزاف أموال الكنيسة؟ وأوضح أنها يجب أن تكون قناة واحدة فقط.
فيما طالب مايكل منير، رئيس حزب الحياة، البابا القادم بأن يحذو حذو الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركى، حيث استطاع بحكمته إدارة الكنيسة وتحييد مراكز القوى. وأشار إلى أن هناك عرساً ديمقراطياً فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأشاد بالتنظيم والإدارة. وقال: كنت أتمنى أن يكون البطريرك الـ118 هو الأنبا باخوميوس القائمقام البطريركى ولكنه رفض ذلك.
بينما قال جون طلعت، الناشط السياسى، لـ«المصرى اليوم»، إن تجربة الانتخابات البطريركية يجب تعميمها فى الانتخابات العامة فى مصر، سواء التشريعية أو الرئاسية لما تميزت به من شفافية ونزاهة تامة ونظام ومعاملة لائقة مع الناخبين والإعلاميين.
وأضاف أنه شارك فى عمل الكشافة الكنسية من أجل خروج الانتخابات بتلك الصورة الطيبة لأنها تعود على صورة مصر فى النهاية لوجود أكثر من 15 محطة تليفزيونية أجنبية تغطى الحدث إضافة للوكالات الأجنبية.
وعن اختيارات الأقباط للبطريرك الجديد أكد «طلعت» أنه أمر متروك لله، ولذلك تجرى الكنيسة القرعة الهيكلية للاختيار من بين 3 مرشحين، فالقرعة الهيكلية جاءت بأعظم البطاركة وهم البابا كيرلس السادس، وكان الثالث فى ترتيب الأصوات، والبابا شنودة الثالث كان الثانى فى ترتيب الأصوات، وطالب البطريرك الجديد بالاهتمام بالشباب وملف المواطنة والتوعية السياسية.
وقال فادى يوسف، منسق ائتلاف أقباط من أجل مصر: «النتائج النهائية للانتخابات البابوية أوجدت ارتياحاً وسعادة لدى جموع الأقباط فى مصر والمهجر، ويرجع هذا لشخصيات الآباء الثلاثة المشاركين فى القرعة الهيكلية».
كما أشاد منسق ائتلاف أقباط مصر بالمستوى الحضارى الذى ظهرت عليه الاستعدادات والتجهيزات ومن ثم الانتخابات داخل الكاتدرائية، لافتا إلى أنه على الدولة أن تعى تماما أنه بمقدورها أن تحتوى الكنيسة وليس على الكنيسة أن تحتوى الدولة، وربما على المسؤولين فى النظام أن يستوعبوا أن الصدامات التى تسبب فيها النظام السابق مع الكنيسة لم يكن فى صالح أحد.