طالبت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الرئيس باراك أوباما بدعم الديمقراطية والوقوف أمام «الانقلاب» الذي يحدث في مصر، منتقدة موقف الولايات المتحدة والتأثير المتراجع لها على الموقف المضطرب في مصر، خاصة مع الهجوم على السفيرة الأمريكية في الميادين التي تشهد احتجاجات باللافتات والشعارات.
وأوضحت في مقالها الافتتاحي، الأربعاء، أن عددًا من المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة، الذين يتوقعون حدوث انقلاب عسكري في مصر، يلقون باللوم على إدارة أوباما في منح «الكارت الأخضر» لتلك الخطوة، قائلة إن الإجماع الوحيد في الدولة الحليف الأكبر في الشرق الأوسط للولايات المتحدة أصبح في السخط على واشنطن ورفض تدخلها.
وتابعت أن إدارة أوباما ليست مسؤولة بالكامل عن هذا الموقف في مصر، ومن المتوقع في مناخ منقسم وبيئة سياسية فوضوية أن تنتشر نظريات المؤامرة والتصورات الخاطئة عن الولايات المتحدة، لكن الإدارة الأمريكية، على حد قول «واشنطن بوست»، ساعدت في تأجيج المشاعر المعادية لأمريكا، إن لم تساعد على زيادة الفوضى في مصر من خلال تعاملها بشكل خاطئ مع الحكم الإسلامي لمحمد مرسي.
وأضافت أن أوباما ومساعديه التزموا الصمت على مدار شهور أمام احتكار مرسي للسلطة وسحق المعارضين وتهميش المجتمع المدني المستقل، ولم يقوموا بأي جهد لاستخدام المساعدة الأمريكية لمصر لتغيير السياسة الداخلية، وبدلا من ذلك وجهت الإدارة الأمريكية المديح لحكومة مرسي باعتبارها ساعدت في الحفاظ على السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وركزت السياسة الأمريكية على مساعدة مصر في الفوز بمساعدة صندوق النقد الدولي.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن محاولة السفيرة الأمريكية، آن باترسون، تصحيح الأوضاع منذ أسبوعين زادت من الأمور سوءًا، بعدما شككت باترسون بوضوح في طريقة المعارضة في تنظيم احتجاجات شعبية للإطاحة بالحكومة، قائلة إنها والإدارة التي تمثلها يرون أن الانتخابات أفضل من أجل الاستقرار وإعادة النظام للاقتصاد.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن رسالة باترسون كان من الممكن أن تؤتي ثمارها لو كان هناك توازن في توجيه الخطاب بنفس المباشرة إلى الإجراءات الاستبدادية التي اتخذتها الحكومة، لكن لم يكن هناك أي ذكر لتجاوزات مرسي.
وقالت إن البيت الأبيض يجب أن يوضح في بياناته العامة واتصالاته الخاصة أن القوات المسلحة المصرية تخاطر بالمساعدات الأمريكية العسكرية لها إذا أطاحت بالحكم الديمقراطي المنتخب بالقوة أو إعادة الحكم الاستبدادي للنظام الذي أساء حكم مصر حتى عام مضى، مشددة على أن استيلاء الجيش على السلطة لن ينهي الأزمة السياسية في مصر، وبالتالي يجب على الولايات المتحدة ألا تتواطأ على حدوث انقلاب عسكري أو تسمح لنفسها بأن تلام على حدوثه.