عاقبت محكمة جنح النزهة الطبيبين علاء الدين عبدالحى وأحمد عبدالمنعم والممرضة سارة محمد خلف بالحبس سنة مع الشغل وكفالة ألفى جنيه لكل منهم وإحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المختصة لاتهامهم بالإهمال الطبى. صدر الحكم برئاسة المستشار شريف عبيد وحضور محمد خاطر، وكيل النيابة، وأمانة سر باسم عدلى.
استأنف المتهمون على الحكم وتم تحديد جلسة لإعادة محاكمتهم أمام محكمة جنح مستأنف النزهة والتى سوف تنعقد فى محكمة شمال القاهرة بالعباسية.
كانت النيابة أحالت المتهمين إلى محكمة الجنح بعد أن كشفت التحقيقات أن المتهمة الثالثة تسببت فى سقوط الطفل «حسين» عقب ولادته داخل أحد المستشفيات الشهيرة بمصر الجديدة على الأرض الصلبة عندما كانت تتولى رعايته وخشيت من إبلاغ الطبيب تركته ينزف حتى أصيب بشلل واكتشف والده حاتم الجمل، أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس، أن الطفل ارتطم بجسم صلب فطلب رجال المباحث.
وكشفت التحقيقات التى جرت برئاسة إبراهيم صالح، رئيس النيابة، أن الممرضة حاصلة على دبلوم صنايع وأن إدارة المستشفى الخاص اتصلت بطبيبين وهما المتهم الأول والثانى للحضور لإنقاذ الضحية إلا أنهما لم يحضرا.
وأضافت التحقيقات أنه فى يوم 7 يونيو 2008 فى الثانية والنصف ظهراً، وضعت زوجة الطبيب رضيعها مكتملاً وخالياً من العيوب، وفى حالة صحية جيدة، وفى اليوم التالى تسلمته الممرضة بقسم الأطفال لتنظيفه وإعادته لغرفة والدته، وفى حوالى الثامنة مساء قالت إن الطفل نائم هنا، على حد قول والده فى التحقيقات، وتوجه إليه وشاهده نائماً دون حركة ولونه قرب على الاصفرار، ولم يشك وقتها أن مكروهاً قد أصابه، أخذوه إلى قسم الأطفال، حيث ساءت حالته وتبين وجود مشكلة بالرأس تستلزم إجراء أشعة مقطعية فوراً، وكان الطفل فى حالة غيبوبة كاملة فتم وضعه على جهاز تنفس صناعى واستدعت حالته مناظرته من أحد استشاريى الأطفال.
ثبت من التحقيقات أن المسؤول عن إصابة الطفل الممرضة سارة خلف والطبيبان علاء الدين عبدالحى، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب عين شمس، وأحمد عبدالمنعم، استشارى طب الأطفال، لتسببهم فى إصابة الطفل نتيجة إهمالهم وعدم احترازهم وإخلالهم إخلالاً جسمياً بما تفرضه عليهم أصول مهنتهم، والتى نشأ عنها إصابته بعاهة مستديمة عبارة عن استقصاء بالمخ وضمور به والتحام مبكر لبعض فوالق عظام الجمجمة وشلل دماغى وتشنجات عضلية عصبية بالأطراف وعدم القدرة على الحركة، وأن الحالة الراهنة للطفل هى ضمور شديد بالفص الأيسر قد تخلف عنها تأثر كل الوظائف العليا للمخ من حركة أو جلوس أو وقوف أو مشى أو كلام أو متابعة أو انتباة للأصوات.
وقال والده، لـ«المصرى اليوم»، إنه اتصل بالأطباء العاملين بالمستشفى وطلب حضورهم لإسعافه إلا أنهم امتنعوا عن الحضور، وقاموا بوصف العلاج عبر الهاتف.
وقال الطبيب علاء عبدالحى «المتهم» فى التحقيقات إنه بالكشف الطبى على الطفل تبين إصابته بنزيف ووجود تجمع دموى بالمخ من الناحية اليسرى، ويحتاج إلى جراحة إزالة ذلك، وأضاف أن تلك الحالة يحتمل حدوثها لسببين الأول نتيجة عيب فى تكوين الدم أو إصابة مباشرة للرأس، وأنه لا يستطيع الجزم بأي من الحالتين.
