قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إنه منذ شهرين فقط بدأ خمسة نشطاء شباب في مقهى مصري بالبدء في تجميع توقيعات المصريين لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، وتنظيم احتجاج أمام قصر الرئاسة في 30 يونيو، ذكرى مرور عام على تولي مرسي الحكم، وتحول الأمر، كما كان مع التظاهرات التي أطاحت بالرئيس السابق مبارك، إلى نتيجة لم يكن أحد يتوقعها، احتجاجات بالملايين في أنحاء مصر، هزت قبضة مرسي على السلطة، ودفعت الجيش إلى التهديد بتولي الحكم مرة أخرى.
ورأت الصحيفة في تقريرها المنشور الثلاثاء أن النشطاء الشباب الخمسة، محمود بدر، محمد عبد العزيز، حسن شاهين، مي وهبة، محمد هيكل، أصبحوا أبطالًا للمعارضين للإخوان المسلمين، موضحة أن حركة «تمرد» تمثل أقوى وأضعف ما في حركات الشباب، التي غيرت كثيرًا في عملية التحول السياسي في مصر، فهي تنجح في تأجيج عاطفة الشعب لدفع التغيير السياسي، لكنها تفشل في تغيير ذلك، ووضعه في شكل مؤسسات مستدامة.
ورأت رباب المهدي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الشباب يتواصلون مع الناس، لكنهم لا يعرفون كيف ينظمونهم داخل العملية السياسية نفسها، لا يعرفون سوى الدعوة للاحتجاج، موضحة أن حملة تمرد تفتقد المشروع السياسي المنظم جيدًا، وبالتالي «محكوم على الحملة بالتلاشي مثل بقية ائتلافات الشباب».
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى بقاء الحملة محايدة أيديولوجيا، كونها تدعم ديمقراطية يشارك فيها كل المصريين، وقد أعطى ذلك تشجيعا لقادة المعارضة، محمد البرادعي وحمدين صباحي، للمشاركة في الحملة وانتشارها.
وقالت مي وهبة، من مؤسسي الحملة «إنها صوت لكل المصريين وسيكون خطأ تاريخيًا إذا حولناها إلى حزب سياسي»، معتبرة أن الحملة استكمال للثورة.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن الحركة أعلنت عن جمع 22 مليون توقيع، وهو تصريح يستحيل التأكد منه، لكنهم أعلنوا بشكل غامض عن توجههم إلى الأمم المتحدة، للمطالبة بالتأكد من التوقيعات، التي أفرزت عن الملايين في الاحتجاجات فيما بعد، على حد قول محمود بدر.
ورأت هالة مصطفى، المحللة السياسية، والكاتبة، أن نجاح حملة «تمرد» إنما يعكس فشل المعارضة الرسمية في إنشاء قاعدة شعبية قائلة «تحتاج المعارضة إلى مزيد من المصداقية والعمل على الأرض، الأمر يحتاج ما هو أكثر من برامج تليفزيونية».
ويعترف أعضاء حملة تمرد بأنهم لا يملكون برنامجًا سياسيًا، تاركين الأمر للشعب المصري ليحدد الخطوة التالية بعد الإطاحة بمرسي، مؤكدين أن الفضل في نجاح الحملة لا يعود لهم، بل إلى المصريين الذين وثقوا بهم.