قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، جهاد الخازن، إن كل الوقائع والنتائج التي تشهدها مصر حاليا تؤكد فشل الدكتور محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين في إدارة شؤون مصر منذ وصولهم للسلطة العام الماضي، بحسب قوله.
ووصف «الخازن» في تصريحات لـ«المصري اليوم» الحكام الجدد في مصر بـ«الهواة» وأنهم وصلوا للحكم بالصدفة لأنهم ليسوا محترفين في الإدارة بسبب افتقادهم المطلق الخبرة في الإدارة السياسية، وأن مشكلة الشعوب العربية مع التيارات الإسلامية عموما هي أن الإسلاميين مقتنعون بأن لديهم خطا مفتوحا مع الله يساعدهم في إدارة الدول، بحسب قوله.
وتابع: «في أي ديمقراطية بالعالم يجب أن يكون حق التظاهر مضمونا للشعوب، بشرط أن يخلو التمرد، كما يسميه المصريون، من كل أنواع العنف، لأن من يستخدم العنف يدين نفسه، وما تشهده مصر حاليا من أزمات في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية يعد أسبابا وجيهة للتمرد على النظام الذي لم ينجح في إنهاء تلك الأزمات»، بحسب قوله.
وأضاف: «لم يلتزم الدكتور مرسي بتنفيذ أي وعد من وعوده أو برنامجه الانتخابي، وعندما قابلت مرسي في الأمم المتحدة قلت له في لقاء جمعني معه إنك لم تنفذ أي شيء فيما قطعته على نفسك سواء عندما كنت مرشحا رئاسيا أو بعد أن وصلت للسلطة، فضلا عن فشلك الكبير في تحقيق أي تحسن ولو بسيط في الاقتصاد المصري الذي يزداد سوءًا كل يوم، وهو ما جعل الاقتصاد المصري يدخل في مرحلة المرض الشديد، وهو ما ينذر بالخطر بالنسبة لدولة محورية مثل مصر»، بحسب قوله.
وتابع: «قلت للدكتور مرسي أيضا مصر تعاني من أزمات كثيرة ومتلاحقة منذ وصولك للحكم، ويجب عليك أن تتحمل مسؤولية التحدي وأن تستمع إلى كل الآراء، وأن تتخلى عن مبدأ الانفراد بالحكم، وأن تشارك التيارات الأخرى معك في النهوض بمصر، لأنك دونهم لن تستطيع النجاح الذي سيحسب لشخص في النهاية».
وأشار إلى أن «الرئيس مرسي كعادته لم يستجب للنصيحة وللآخرين، لذلك وصل إلى الرفض الشعبي الذي يلاحقه حاليا في كل ربوع مصر، ولهذا فإن كل الوقائع على الأرض تؤكد فشله هو وجماعة الإخوان في إدارة المرحلة»، مؤكدا أن «اللواء عمر سليمان قال له بعد الثورة إن النظام يعرف الإخوان جيدا لأنه قام بوضعهم في السجون لعهود طويلة؛ لذلك فإن جهاز المخابرات يعلم جيدا أن الإخوان ليس لديهم خبراء في المجال الاقتصادى يمكنهم من تجاوز الأزمة.
وأشار «الخازن» إلى أنه طالب مرسي في لقائه بالأمم المتحدة بالاهتمام بالاقتصاد، وأن يستعين بخبراء اقتصاد من الخارج للوصول إلى حلول حقيقية لمشكلة الاقتصاد المصرى الذى يزداد كل يوم لأنه إذا استمر على هذا النحو فإن مصر ستنهار أكثر مما عليه حالها الآن»، بحسب قوله.
وأوضح أن «كل الأسباب التي ثار من أجلها الشعب المصرى على مبارك ونظامه لم تنته بل إنها زادت بشكل أكبر عما كانت عليه وقت مبارك قائلا: هناك ما لا يمكن تجاهله من الأزمات التى تسيطر على مصر، خاصة أزمة الغذاء بالنسبة للمواطن التي تفاقمت بسبب ارتفاع أسعار السلع وارتفاع معدلات البطالة، لذلك فإن مصر لا يوجد بها حد أدنى للحياة الكريمة للمواطن».
واعتبر «الخازن» أن «الجيش لن يتدخل في المشهد السياسي مرة أخرى إلا إذا تأزمت الأمور خلال الفترة المقبلة، وشهدت مصر أعمالا من الممكن أن تؤدي إلى انهيار الدولة، فضلا عن أنه لن يدخل المعترك السياسي مجددا قبل أن يطلب الشعب بأكمله منه التدخل لحماية البلاد بعد أن فشل مرسي وحكومته في تحقيق أى من آمال الشعب، بل إن الدلائل تشير إلى أنها تعمل لكي تكون النتيجة كما هي الآن، لذلك أطالب مرسي بإيجاد وسيلة للخروج من الأزمة حتى لا تدخل مصر فيما لا يحمد عقباه»، بحسب قوله.
ولفت إلى أن «الجيش لن يتدخل إلا إذا كان تدخله له مبرر وغطاء يسانده في هذا التدخل من خلال مطالبة الشعب له بحمايته، مؤكدا أنه من الصعب أن تدخل مصر في حرب أهلية بسبب عدم وجود طوائف مذهبية بها مثلما هو الحال في دول مثل سوريا أو لبنان».
وطالب «الخازن» جميع المصريين بـ«الحفاظ على حياتهم والتمسك بالسلمية أثناء التظاهر وعدم التورط في العنف حتى لا يتحول الأمر إلى مجازر كما هو الحال في سوريا، ونحن أسوأ أعداء لأنفسنا، ولا يجب مطلقا أن يقتل بعضنا البعض».
واختتم «الخازن» حديثه بالتأكيد على أن «الشعب الذى ثار على قيادة عسكرية مثل مبارك واستطاع الإطاحة به فإنه قادر على تحقيق ما يريده من مطالب في مظاهراته في 30 يونيو، خاصة أن النظام الحاكم يعاني من مشكلات مع قطاعات مختلفة في الدولة مثل القضاء والإعلام، ولم يستطع فرض قبضته على جهاز الشرطة الذي كان يعد أحد أهم الأجهزة التي كان يستند إليها النظام السابق، فضلا عن أنه دخل في صدام مع الشعب الذي سيخرج الأحد من أجل المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، لافتا إلى أنه إذا نجح الشعب المصرى في إسقاط مرسى فإن ذلك لا يعنى القضاء على تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ولكن ذلك سيؤدى إلى عودتهم إلى ما كانوا عليه قبل الثورة».