قال إسماعيل حسن، محافظ البنك المركزي الأسبق، أن مصر ستعبر أزمتها الاقتصادية الراهنة، ولن تقع مرة أخرى تحت ضغوط الخيارات الصعبة التي شهدتها من قبل، خاصة في نهاية الثمانينيات، حين كان الدين الخارجى ضخما وكانت البلاد غير قادرة على خدمته.
وأضاف حسن في تصريح خاص لـ«المصري اليوم» أنه بالإمكان العودة الى تشغيل الاقتصاد بكامل طاقته، شريطة توافر قدر من الاستقرار، والحوار الموضوعي حول المطالب الفئوية.
و أوضح حسن أنه كان قد اختلف مع الدكتور سمير رضوان وزير المالية الأسبق، على ما قام به من إجراءات أضرت بالموازنة العامة، وعلى رأسها الإعلان عن علاوات وتعيينات دون قدرة على تدبير تمويل حقيقي لها.
كما انتقد القائمين على السياسة النقدية، لأنهم تركوا الأجانب يحولون دولاراتهم بقيمة غير عادلة، على حد قوله.
و أضاف أن المسؤولين عن السياسة النقدية، كان عليهم الاختيار بين ترك الدولار يتحرك بحرية في مقابل الجنيه، فتشتعل المضاربات وتتهاوى العملة الوطنية ويزيد التضخم، وبين تحقيق استقرار فى سعر العملة لكن بتكاليف مرتفعة، و هو ما تم بالفعل.
وكشف حسن أن جماعة الإخوان المسلمين لم يتصلوا به سوى مرة واحدة، لمناقشة مشروع قانون للبنوك، ولكنه يحرص دائما على أن يسدي النصيحة حتى إلى من لا يطلبها فى كل ما يتعلق بمصلحة وطنية، مشيرا إلى أنه ذهب لوزير الصناعة مؤخرا، ليطالبه بمراجعة واردات مصر وبيان كل ما يمكن الاستغناء عنه، مضيفا أنه لا يمكن لعاقل أن يقبل أن تستورد مصر «أساتك ومساطر وبرايات وأقلام و مناقل الخ» بهذا الكم، مؤكدا أن الحد من مثل تلك الواردات من شأنه أن يوفر 30% من فاتورة الاستيراد القومي.
و دعا حسن الإخوان المسلمين إلى احترام الكفاءة، وعدم الارتكان إلى أهل الثقة فقط، وعدم اعتبار من لم يكونوا في صفهم في الماضي، كأنهم خصوم لهم، مضيفا أن مصر لن تعود إلى الوراء، ولن يحكمها حاكم لمدة ثلاثين سنة مرة أخرى، كما لا يمكن لمن يحكمها أن يتجاهل رأي الشعب ومطالب الناس.
أكد أنه يتمنى أن يعرف الإخوان أن الاقتصاد ليس «تجارة»، وأن أساس نهضة مصر هو تطوير الإنتاج الحقيقي المتمثل في الصناعة و الزراعة و الخدمات المتقدمة.