عمل المرأة وظهورها فى المهن المختلفة فى المجتمع السيناوى أمر «غير مستحب» و«غير مألوف»، لأن غالبية «السيناويين» لديهم عقيدة راسخة بأن المكان الطبيعى للمرأة هو المنزل، لكن «حبيبة محمد سليم» خرجت عن عادات وتقاليد أهالى سيناء، ليس فقط فى فكرة الخروج للعمل، ولكن لـ«غرابة» العمل الذى تقوم به حتى فى المحافظات الأكثر انفتاحاً مثل القاهرة.
شارع 23 يوليو أشهر شوارع مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء يحوى محل «همس» لغسيل الملابس وكيها، الذى تعمل به السيدة «حبيبة» التى جاءت مع زوجها وأولادها الستة لمحافظة شمال سيناء عام 1990 عشان «أكل العيش».
حبيبة قالت لـ«أهالينا» عندما جئنا إلى مدينة العريش كنت أعمل كـ«عاملة نظافة» فى البيوت والمستشفيات والعيادات الطبية الخاصة لمساعدة زوجى فى دفع إيجار الشقة التى نسكن بها، وبعدما مرض زوجى فكرت فى عمل ثابت يحفظ لى كرامتى ولا يعرضنى للإهانة أمام الناس، فجاءت فكرة هذا المحل لتنظيف الملابس وكيها وصبغها، وأنهت حبيبة كلامها قائلة «أنا راضية عن عملى، ولكن كل حلمى أن أحصل على شقة بسيطة تكون ملكاً لنا نعيش فيها ترحمنا من دفع الإيجار الذى يقدر بـ500 جنيه شهرياً».