x

«الكنيسة».. «الوطن محبة» والحكمة تكمل الإيمان

الأربعاء 26-06-2013 20:03 | كتب: أحمد الهواري |
تصوير : محمد معروف

تمثل الكنيسة المصرية الأرثوذكسية مؤسسة وطنية مصرية تلعب دورا وسطيا مشابها للدور الوسطى الذى تقوم به مؤسسة الأزهر، يظهر قادتها ومسؤولوها فى أوقات الشدة ممثلين لصوت العقل الذى كثيرا ما نزع فتيل أزمات كان يمكن حال استمرارها أن تصيب الوطن بجروح قاتلة، كما ساهمت فى تجنيب أنفسها صراعات وجدلا بإدانتها طوال الوقت لأى ممارسات أو تصريحات أو أفعال من شأنها أن تهين الدين الإسلامى أشهرها ما عرف إعلاميا باسم «قضية الرسوم المسيئة» و«الفيلم المسىء» وحرق قس أمريكى المصحف الشريف.

كان اتجاه الكنيسة المصرية تحكيم صوت العقل فى غالبية قراراتها، وعرف البابا شنودة بترجيحه العقل والعمل بسياسة حكيمة، ولعل أكثر قراراته أهمية، وأقلها شهرة، هو العمل على استعادة العلاقات مع الكنيسة الإثيوبية، واستمرت العلاقة حاضرة فى جميع مناسبات الكنيسة الأرثوذكسية والعكس.

على الرغم من مرور فترة قصية على تولى البابا «تواضروس» كرسى الكرازة المرقسية، إلا أنه أظهر قدرته على تغليب صوت العقل فى قراراته وتصريحاته وهو ما ظهر واضحا بقوة أثناء الاعتداء على كاتدرائية العباسية، عندما فضل أن يصل استنكاره لما حدث من خلال الاعتكاف فى وادى النطرون بدلا من الخروج بتصريحات قد تزيد من اشتعال الموقف. وفى أثناء حواره مع الإعلامية منى الشاذلى استخدم العقل والحكمة سواء فى تصريحاته عن الحوار الوطنى حول أزمة سد النهضة الإثيوبى ودور الكنيسة فيها عندما قال: «موضوع سد النهضة والمياه مع إثيوبيا موضوع حكومات ودول، وليس للكنيسة أى علاقة بالمسألة»، وأكد أن الشائعات التى خرجت بأن الكنيسة هى التى بيدها حل الأمر، لها دافع «خبيث» وكأن الكنيسة هى التى بيدها الحل.

وفى الحوار نفسه، قال البابا «تواضرس» فى تعليقه على الدعوة لفعاليات «تمرد» يوم 30 يونيو: «لا يوجد توجيهات فى الكنيسة عن النزول أو عدمه فى المظاهرات وللجميع الحرية الشخصية فى ذلك»، وأن «عمل الكنيسة روحى وليس سياسيا» وأن الشباب المسيحى «أحرار فى اتخاذ رأيهم» فيما يتعلق بهذا اليوم. ويعيد هذا القرار الشباب المسيحى إلى الساحة السياسية كمصريين، بعد أن كانت ممارساتهم السياسة لفترة طويلة مرهونة بتوجه الكنيسة السياسى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية