x

ركاب بالمترو يشتمون «تجرد».. ومواطنون يتساءلون عن مقرها وطريقة التواصل

الأربعاء 19-06-2013 20:09 | كتب: كمال مراد |
تصوير : عزة فضالي

أمام مدخل مترو محطة سعد زغلول، وقف محرر «المصرى اليوم»، وهو يحمل عددا من استمارات الحملة، ويضع كارت تعريف الحملة على صدره وينادى بصوت عال «تجرد ضد العنف مع شرعية الرئيس»، ويعرض على رواد المترو ملء استمارة الحملة.

بعض المارة صدرت منهم بعض الإيماءات الرافضة والعبارات الخادشة ضد الرئيس وحكم الإخوان، والبعض الآخر تساءل عن استمارة حركة «تمرد»، مع مرور الوقت تجمع بعض مؤيدى حملة «تجرد»، حول محرر «المصرى اليوم» للتوقيع على استمارة الحملة.

شاب عشرينى عندما عرضنا عليه ملء الاستمارة، قال بانفعال: مرسى، بذمتك مش مكسوف من نفسك، ده خرب بيوتنا، يوم 30 يونيو آخر يوم له فى الحكم»، ورجل عجوز بمجرد أن علم أننا نجمع استمارات لتأييد مرسى أشاح بيده قائلاً «أنا عايز (...) بس أشوفه»، وآخر أشاح بيده بغضب قائلاً: «تجرد إيه إحنا اتجردنا خلاص ورحنا فى داهية».

لم يستمر الوضع بهذا الصورة طويلاً، بعد دقائق تجمع ما يزيد على خمسة أشخاص، حول محرر الجريدة يطلبون منه التوقيع على الاستمارة، معظمهم ينتمى لمحافظات الشرقية وبنى سويف، جاءوا للقاهرة لإنهاء بعض الأوراق من منطقة الوزارات المجاورة لمحطة المترو، تساءلوا عن مكان الحملة وطريقة التواصل معها، وتصدوا لبعض معارضى الرئيس الذين وصل غضبهم إلى توجيه السباب.

على جانب الطريق جلس شاب عشرينى، عرضنا عليه توقيع الاستمارة، قال وكأنه يحدث نفسه: «أنا بكالوريوس تجارة ومفيش شغل، ولا تغيير بعد الثورة، مرسى لازم يرحل». أكمل وهى يلوح بيده: «تجرد إيه يا راجل، إحنا هنموت من القرف، عاملين إخوان سمعاً وطاعة يا أخى.. حرام عليكم ابعدوا عنا» اشتركت معه سيدة منتقبة كانت تجلس على قارعة الطريق بالقرب منه: «إحنا عايشين أيام سودا ومفيش أى حاجة تغيرت».

خلال الجولة، اقترب محرر الجريدة من بعض الباعة الجائلين المنتشرين بجوار المحطة، بالقرب من الرصيف وقف محمد، شاب ثلاثينى، وضع أمامه بعض السلع، عرضنا عليه التوقيع على الاستمارة قال: «أنا ولا مع الرئيس ولا ضده، أنا عايز أكل عيش»، قاطعته سيدة خمسينية تقف بجواره تدعى أم أيمن: «إحنا حالنا زى الزفت، حركة البيع والشراء واقفة، قبل الثورة كان فى بلدية وشرطة وكان فيه بيع وشراء والآن مفيش شرطة ومفيش بيع ولا شراء»، وتساءلت: «فين وعود الرئيس للباعة الجائلين».

تحت الأرض وفى هذا التوقيت كانت محطة مترو سعد زغلول تكدست بالركاب، دخل محرر «المصرى اليوم» وسط زحام العربة المتجهة فى طريقها إلى حلوان بصعوبة، نادى بصوت عال: «تجرد مع الشرعية ضد العنف، لتأييد الرئيس مرسى»، كرر هذه الجملة عدة مرات دون جدوى، فقط ارتسمت علامات الضيق على وجوه الركاب، وراحت عيونهم تتابعه فى صمت غريب، قاطعه صوت سيدة تقول فى ضيق: «منك لله يا مرسى، الله يخرب بيت الإخوان»، وهو ما اضطره للنزول فى محطة «مار جرجس» خوفاً من غضب الركاب الذى بدأ يتطور بأصوات تعلو لتهاجم الرئيس.

أثناء انتظار وصول القطار التالى، عرض المحرر الاستمارة على رجل أربعينى، بمجرد أن علم أنها حملة «تجرد» أخرج قلما من بين طيات ملابسه، وقام بتوقيع الاستمارة قائلاً: «هو لعب عيال، إحنا انتخبنا رئيس ولازم يكمل فترته» وصب جم غضبه على المعارضة وبعض رموزها، ووصف جبهة الإنقاذ بجبهة الخراب، وأنهى حديثه قائلاً: «اتركوا الرجل يشتغل حرام عليكم».

بمجرد دخول القطار تجمع عدد من الركاب الذين وقعوا على الاستمارة، ليصل عدد الاستمارات فى هذه العربة خمس استمارات، وبوصول المترو محطة دار السلام كان قد أفرغ معظم حمولته من الركاب.

تركنا هذه العربة لعربة أخرى كان التحرك بداخلها أكثر سهولة، وبدأنا فى توزيع الاستمارات على الركاب الذى استجابوا فى البداية، وانهمكوا فى قراءتها بعناية، أثناء جمعنا للاستمارات مرة أخرى، تبدل حال الركاب الذين ظهرت على وجوههم علامات الامتعاض والغضب، ورفض أى منهم الاستجابة لنا أو التوقيع على أى استمارة.

داخل عربة أخرى كان هناك حوار ساخن بين الركاب قبل توزيع الاستمارة يدور حول شرعية الرئيس والوضع السياسى والاقتصادى فى البلد، بدأت عملية التوزيع، استجاب بعضهم، لكن أحد الركاب انهمك فى قراءة أحد الكتب العلمية، ونظر للمحرر قائلاً: «أنا هأخد الاستمارة عشان أعرف طريقة تفكيركم».

انتهت رحلة محرر «المصرى اليوم» فى محطة حلوان، وكانت حصيلة هذه الرحلة 18 استمارة، خرج محرر «المصرى اليوم» مرة أخرى فى منطقة المنيرة، هذه المرة فى أحد المساجد.

بمجرد أن فرغ المصلون فى مسجد نبيه يكن من صلاة العصر، نادى المحرر «حملة تجرد مع الشرعية ضد الفتنة والعنف»، تجمع حوله عدد من المصلين وبدأوا يوقعون على استمارة الحملة فى حماس شديد، متسائلين عن مقر الحملة وكيفية التواصل معها، فى مواجهة عدد آخر من المصلين مؤكدين أنهم وقعوا بالفعل على استمارات حملة تمرد المضادة، قائلين: «فى حرية وكل واحد يعمل اللى عايزه».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية