x

عباس الطرابيلي كم عيدًا للجلاء؟ عباس الطرابيلي الأحد 03-01-2021 02:02


لأن مصر كانت مطمعًا لكل معتد.. تعرضت لغزوات خارجية من كل الاتجاهات.. فُرس، وبابليين، وإغريق، ورومان ومغول، وقبل كل هؤلاء.. هكسوس. ثم الصليبيون.. وهؤلاء وحدهم امتدت أطماعهم لحوالى قرنين من الزمان.. ثم فى العصر الحديث نجد الفرنسيين والإنجليز والألمان الذين حاولوا مساعدة إيطاليا الفاشية فى حكم مصر.

وإذا كانت مصر قد عانت من كل هذه الغزوات ووقعت تحت الاحتلال.. إلا أن تحرير مصر من احتلال الهكسوس ونضال ملوك مصر «من طيبة» هو الأبرز قديمًا، كما أن مصر أيضًا ناضلت لتطرد الغزو الفرنسى مثلًا، ونقصد بهم هنا الحملة الفرنسية، حتى إن المصريين ثاروا مرتين ضدهم، ومازالت مصر تتذكر ثورة القاهرة الأولى أيام بونابرت نفسه، ثم ثورة القاهرة الثانية أيام كليبر.. وبمجرد أن خرجت القوات الفرنسية.. فوجئت بالإنجليز ومحاولة احتلالهم لمصر فيما عرف بحملة فريزر عام ١٨٠٧، ولم يهدأ الإنجليز طوال القرن الـ١٩ إلا بعد أن احتلوا مصر عام ١٨٨٢، وهو الاحتلال الذى استمر ٧٤ عامًا.

وبعد كل هذه الغزوات لم يهنأ الشعب المصرى إلا بعد أن طرد قوات الاحتلال.. ومازال جيلى يتذكر المعارك التى خاضها بالذات ضد الاحتلال الإنجليزى.. إلى أن نجح الشعب فى طرد هذا الاحتلال بعد ٧٤ عامًا، وكانت هذه المعركة من أكبر معارك التحرر، حيث تحقق الجلاء الإنجليزى فى يونيو ١٩٥٦، وما إن احتفلنا بهذا الجلاء عندما رفع عبدالناصر العلم المصرى فوق القاعدة الإنجليزية فى بورسعيد، حتى فوجئنا بمحاولة عودة الاحتلال، وهذه المرة لم يكن الإنجليز وحدهم، بل كان معهم جيش فرنسى وآخر إسرائيلى فيما عرف بالعدوان الثلاثى عام ١٩٥٦. وإذا كانت مصر قد نجحت سياسيًا فى هزيمة هذا العدوان الثلاثى فقد تحقق لنا «جلاء» جديد، حيث تم طرد الاحتلال الإنجليزى والفرنسى فى ديسمبر ١٩٥٦ والاحتلال الإسرائيلى تم طرده وانسحابه فى مارس ١٩٥٧.

ثم بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧ نجحنا فى طرد الاحتلال الإسرائيلى من سيناء، وهذا تم على عدة مراحل.

** وكان تعدد هذه الاحتلالات وراء تعدد احتفالنا بالجلاء أكثر من مرة، مرة كان الجلاء فى يونيو ٥٦، ثم جلاء قوات الاحتلال فى ديسمبر ١٩٥٦، ثم الجلاء الإسرائيلى عن سيناء، ولكن نسينا جلاء 1956، وتذكرنا فقط جلاء العدوان الثلاثى، وأصبح هذا الجلاء هو العيد القومى لمدينة بورسعيد.. ثم جاء جلاء إسرائيل عن سيناء.. وأصبح عندنا جلاء تحقق عن السويس وأصبح تحرير سيناء عيدًا جديدًا للجلاء.

ولا يجب أن ننسى كل هذه الأعياد.. لأن كل واحد منها يروى قصص كفاح عديدة.. لن تنساها مصر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية