قالت صحيفة «إندبندنت زيمبابوي» إن مصر غالبًا ستواجه نقصًا في الغذاء، بسبب قيام إثيوبيا ببناء سد النهضة على نهر النيل، مؤكدة أن المسألة برمتها تعتبر أول وأكبر اختبار للأسطورة، التي تقول إن مصر حذرت حكومات حوض النيل بشكل سري من أنها ستفجر أي سدود تقيمها على نهر النيل دون موافقتها.
وأشارت الصحيفة الزيمبابوية على موقعها الإلكتروني بالإنجليزية إلى جلسة الحوار الوطني، التي أذيعت على الهواء، وفيها اقترح مستشارو الرئيس مرسي تفجير السد على يد قوات خاصة، وآخر، هو أيمن نور، اقترح قيام مصر بدعم المجموعات المتمردة المناهضة للنظام الإثيوبي.
وقالت إن بناء سد النهضة الإثيوبي هو الاختبار الحقيقي الأول لتسامح مصر مع بناء سدود في منبع النيل، فالخزان سيحتاج إلى 63 مليون متر مكعب من مياه النيل ليمتلئ، بينما تبلغ حصة مصر السنوية من النيل 55.5 مليون متر مكعب، وفي خضم استيراد مصر أكثر من 40% من احتياجاتها من الغذاء، وزيادة نسبة السكان، وقلة مياه النيل، ستتجه مصر بخطى سريعة إلى الجوع.
وأوضحت الصحيفة أن احتياج إثيوبيا 5 سنوات لملء خزان السد لا يعني أن حصة مصر لن تتأثر، فمن المعروف أن حصة مصر من مياه النيل تقل بنسبة 20% لمدة 5 سنوات، وحتى بعد انتهاء تلك الفترة، سيكون معدل خسارة النيل أكبر بكثير، بسبب تبخر المياه.
وقالت «إندبندنت زيمبابوي» إن إثيوبيا تخطط لإنفاق 12 مليار دولار على السدود على النيل الأزرق، لأغراض توليد الكهرباء والري، وأوغندا تفاوض الصين لتمويل سد آخر لتوليد 600 ميجاوات من الكهرباء على النيل الأبيض، وسوف يتبع ذلك عدد من السدود ومشاريع الري، في الوقت الذي ترفض فيه دول المنبع السماح لمصر بالاعتراض بناء على معاهدة 1929.
وكشفت الصحيفة أن هناك مشكلة كبيرة ستواجه مصر، والسودان أيضًا بحلول عام 2025، فوقتها سيبلغ تعداد السكان في مصر حوالي 96 مليون نسمة، مما يعتبر تحديا صعبا للغاية أمام الموارد المصرية، حتى لو احتفظت مصر بحصتها الحالية من مياه النيل، وحتى لو استمرت عمليات استيراد الغذاء الراهنة.
وفي الوقت نفسه، سيبلغ تعداد سكان الدول الموقعة على الاتفاقية الإطارية 300 مليون نسمة، وبالتالي سيستهلكون كميات كبيرة للغاية من حوض النيل للري.
وأشارت إلى أنه دون حصة المياه تلك، فليس أمام مصر سوى «تسول المزيد من الغذاء المستورد، حتى ينتهي الاحتياطي النقدي الأجنبي تمامًا»، أو حتى تصل إلى المجاعة في غضون 10 أو 15 عامًا.
واختتمت بالقول إنه لو قررت مصر الدخول في حرب، ففرصها ليست جيدة، لبعد دول المنبع، ودعم الصين لدول حوض النيل كونها تمول معظم السدود المزمع إنشاؤها، كما أنه ليس من المنطقي أن تستعين مصر بحليفتها «الولايات المتحدة»، لأن واشنطن وقتها لن تدخل في حرب مع بكين من أجل القاهرة.