حذرت صحيفة «واشنطن بوست»، الأمريكية، الخميس، مما وصفته بـ«عواقب وخيمة» لسد النهضة الإثيوبي على مصر، أقلها نقص حصة مصر من المياه والذي سيؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية، وانقطاع التيار الكهربائي، وعدم الاستقرار، في غضون أقل من عامين.
وأضافت الصحيفة، فى تقرير مطول، أنه «بالنسبة لبلد يواجه أزمات محلية بشكل يومي، فى أعقاب ثورة 25 يناير، فإن السد يمثل تهديداً خارجياً لمصر لا تستطيع تحمله».
وأوضحت الصحيفة أن الحديث عن حرب مياه أصبح سمة الإعلام المصري، منذ إعلان إثيوبيا تحويل مجرى النيل الأزرق، تمهيداً لإنشاء السد، واعتبرت أن أديس أبابا «ليس لديها نية التفاوض حول بناء السد»، وأن إعلان التحويل «صفعة مهينة للقاهرة»، وللمصريين، الذين يعتبرون أن بلدهم مركز القوة العربية مهدد بالركوع أمام منافسه الأفريقي، الأضعف تاريخياً، ليذكرهم بأن نفوذهم يتقلص، ما يعني «اختباراً مبكراً» لحكم الرئيس محمد مرسي.
وقالت الصحيفة إن المواجهة بين القاهرة وإثيوبيا تعكس أهمية السيطرة على موارد مياه المنطقة، وأنه «ربما تكون مصر هبة النيل، مثلما قال هيرودوت، إلا أن النيل ليس لمصر وحدها، فهناك 11 دولة تتشارك في أطول نهر بالعالم».
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين أن إثيوبيا تستغل انشغال مصر بمشكلاتها الداخلية، والهشاشة النسبية للأوضاع فيها، في المضي قدماً في خطط موضوعة منذ فترة طويلة، ولكن مصر أحبطتها.
كما نقلت الصحيفة عن اللواء المتقاعد، طلعت مسلم، قوله إن «الخيارات المطروحة قليلة للغاية»، وإن «الدبلوماسية تأتي أولاً، لأن نفوذ القاهرة في الحضيض، إلا أنه لو فشلت المحادثات فإن الجيش ربما يقرر أنه من الأفضل الموت في معركة عن الموت عطشاً».
واتهمت الصحيفة مرسي بأنه لم يكن صريحاً في خطابه، الإثنين الماضي، لكنه حذر من أن كل الخيارات مفتوحة لحماية النهر، وأن البلاد مستعدة للتضحية بدمائها لضمان ألا تضيع قطرة واحدة من مياه النيل.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، قوله إنه «لو مضت إثيوبيا فى بناء السد، فإن مصر قد تخسر ربع حصتها من المياه، وهذه كارثة».
وطالب بلاده بأن تحاول إقناع إثيوبيا بتخفيض ارتفاع السد البالغ 550 قدماً، لتخفيف حدة المخاطر، وأضاف أن القوى الدولية، بما فيها الولايات المتحدة، قد تستدعى للتوسط.