x

أيمن الجندي قراءة أولية فى نتائج الانتخابات أيمن الجندي الثلاثاء 19-06-2012 05:58


1- التقارب الشديد بين نتائج المرُشّحين أخشى أن يجعل النتيجة النهائية محل تجاذب وادعاء! بحيث لن يحسمها إلا إعلان اللجنة الرئاسية المحصنة ضد الطعون. لكن هل سينصرف الفريق الخاسر فى هدوء؟ أعترف بأننى خائف.

2- الأغلبية الضئيلة تعنى أن شرعية الفائز ليست كاملة، وإنما هى مرهونة بما يحققه من إصلاح. لا يمكن تجاهل أن نصف الشعب تقريبا أعطى تأييده للمرشح الآخر.

3- لو فاز مرسى، وهو ما يبدو على الأرجح، فهذا معناه أنها فرصة العمر التى لن تتكرر للإخوان المسلمين لتحقيق ما ظلوا يزعمونه طيلة ثمانين عاما، إنهم ما خرجوا إلا لله. ويوم الامتحان يُكرم المرءُ أو يُهان. لو نجحوا فهم على رؤوسنا، وإذا فشلوا ففراق بيننا وبينهم إلى يوم الدين.

4- أود أن أهمس فى أذن مرسى، إذا كان هو الرئيس القادم، قائلا له: «اسمع يا دكتور مرسى نصيحة إنسان ليست له أى أغراض شخصية، ولا يتمنى فى العالم شيئا قدر الإصلاح. لقد أخطأتم كثيرا أيها الإخوان. أخطأتم حينما اعتقدتم - بينكم وبين أنفسكم - أنكم أفضل من عامة المسلمين، مع أن السرائر لله الذى يقول: (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى). وأخطأتم حين تقاعستم عن العمل الاجتماعى بعد نجاح الثورة، وأخطأتم حين انحزتم لمصلحة الجماعة، وقدمتموها على مصلحة الثورة وعقدتم الصفقات!. ومع كل هذه الأخطاء فقد أعطاكم الله فرصة أخرى، فالله يصبر على أخطاء العبد، ويستره المرة بعد المرة، ثم يُكشف الستر عنه والعياذ بالله. الذى حدث مع بعض النواب المنتمين للتيار الإسلامى ليس عنكم ببعيد.

لا تفرحوا بنصركم. فإننى، باستقراء سنن الكون، أقول لكم إن هذه هى الفرصة الأخيرة لكم، بعدها يكون القبول أو الفضيحة والعياذ بالله.

الحكم ليس دلالة رضا الله عليكم، وإنما هو ابتلاء (عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِى الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)، فلو تبوأتم القصر الرئاسى، فتذكروا من تعاقب عليه، فأخشى ما أخشاه عليكم أن تُفتنوا بأنفسكم، أو تقدموا أهل الثقة على أهل الخبرة، فلا يتولى المناصب المؤثرة إلا الإخوان المسلمون. وإذا فعلتم فإنها خيانة لله ورسوله، فلم تقم الثورة لكى نستبدل بمحتكرى الأقوات محتكرين آخرين، لكنهم بذقون.

وتذكروا أيضا أنه كان من الممكن أن تكونوا الآن فى السجن! (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ). فاحذروا يا إخوان أنفسكم، فإنها أكبر عدو. تلك نصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين».

وإذا كان شفيق هو الرئيس القادم، فإننى أقول له: «مهما كانت أخطاؤك السابقة، فقد أعطاك الله فرصة أخرى، وكان من الممكن أن تكون الآن فى السجن، مثل بعض قيادات النظام السابق، فانتهز الفرصة فمازالت متاحة، فطالما أنت حى ففرصة الإصلاح قائمة. إياك أن تعيد النظام السابق، ومحتكرى أقوات الشعب، الذين تضخمت ثرواتهم بالمليارات، لا لشىء إلا لشهوة جمع المال، غير عابئين بأن السياسات التى انتهجوها تزيد الفقراء فقرا، وتعصف بملايين المساكين».

أصلح يغفر لك ما مضى، فالفرصة مازالت قائمة، لن تذهب إلا مع النفس الأخير.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية