نتابع خطاب «د. محمد وجيه شلبى» المهم عن ماليزيا:
س: «هل ماليزيا نهضت فعلا؟».
حاليا ماليزيا دولة متوسطة فى سلم التقدم. معدل دخل الفرد حوالى 10 آلاف دولار سنوياً بالمقارنة بـ30/60 ألف دولار فى الدول المتقدمة، وماليزيا تحتل المرتبة 37 فى معدل الفساد «بينما مصر كانت تحتل المرتبة 111 فى عهد الرئيس السابق». هناك صناعة سيارات لا بأس بها، ولكنها الآن تعانى من مشاكل بعد أن فقدت التشجيع الذى كان يقدمه مهاتير محمد.
عندما ذهبت إلى ماليزيا عام 2004 لاحظت أن أكثر من 90% من السيارات فى الشوارع صناعة ماليزية، ولاحظت أن الأغنياء يركبون سيارة ماليزية فخمة تُسمَّى «بردانا». الآن تجد أن نصف السيارات أجنبية.
فى آخر أغسطس يحتفل الماليزيون بعيد الاستقلال. وعندما ذهبت لأول مرة إلى هناك فى عام 2004، كان أكثر من 90% من الماليزيين يثبتون أعلام البلد على سياراتهم، فى مشهد يعطى الانطباع بأنه كم كان الشعب فخوراً بما حققته بلادهم. ولكن الآن عندما يأتى عيد الاستقلال، ألاحظ أن عدد العربات التى ترفع أعلام البلاد لا يزيد على 10%.
وباعتبارى أجنبياً أرى أن هذا يعكس درجة من الإحباط لدى الجماهير مع انطفاء شعلة الفخار القومى التى أوقدها مهاتير. ولهذا يمكننى أن أقول إن ماليزيا تسير بعد مهاتير بالقصور الذاتى.
س: «هل تصلح نهضة ماليزيا نموذجاً لنهضة مصر؟».
يمكننا أن نستفيد من أى نهضة فى أى مكان فى العالم. فكل المطلوب أن نفعل ما ينبغى عمله لمصلحة الوطن. لم يأت مهاتير بمعجزة. إنه رجل آمن بشعبه وبلده وفكّر بمنطق سليم. اهتم بالتعليم باعتباره قاطرة التقدم. وهذا ما يقوله ويعلمه الكثيرون فى مصر. ولدينا الآن الدكتور زويل والدكتور البرادعى وغيرهما ممن يثمّنون التعليم.
اهتم مهاتير كذلك بتشجيع الاستثمار مع تحقيق العدالة الاجتماعية. والعاملان مهمان فى استقرار الوطن، ويمكننا أن نفعل بالمثل فى وطننا.
اهتم الدكتور مهاتير بتشجيع صناعات معينة مثل صناعتى زيت النخيل والسيارات. ويمكننا نحن أيضاً أن نختار صناعات معينة نبرع وننافس فيها.
لم يكن مهاتير ساحراً. لقد فتح بوابة التقدم بالمفتاح المناسب: التعليم. تشجيع الاستثمار. اكتشاف المواهب. تشجيع التنافس بين الأعراق.. إلخ.
س: «هل احتفظوا مع الدولة الحديثة بالقيم الإسلامية؟».
الشعب الماليزى المسلم يحب الإسلام، ولكن غالبيته لا تعرف عنه إلا القشور. فمادة الدين فى المدارس لا تضاف للمجموع، وهم يجدون صعوبة جمة فى فهم القواعد الإسلامية، نتيجة عدم قدرتهم على القراءة باللغة العربية.
معظمهم لا يعرف عن الإسلام سوى تحريم لحم الخنزير والخمور ونجاسة الكلاب وقليل من القواعد الأخرى. بعضهم يصلى والكثير منهم لديه روح متدينة، ولكن لا يمتلكون القدر الكافى من المعرفة بالإسلام.
نسبة المحجبات قد تكون 70-80%، ولكن غالبية الماليزيين والماليزيات يمارسون حياتهم بأسلوب شبه أوروبى. لا أستطيع أن أعطى نسباً، ولكن هو مجتمع أكثر انفتاحاً من مجتمعنا.
«نكتفى بهذا القدر من الرسالة، وربما أعود إليها إذا شاء السادة القراء».