x

أيمن الجندي البرادعى.. مرشحى الإسلامى أيمن الجندي الجمعة 18-05-2012 21:52


لو كان البرادعى مُرشّحا لأعطيته صوتى تقرّبا لربى. أما وأنه لم يترشح فإننى سوف أختار بين المرشحين الحاليين على اعتبار الكفاءة فقط، وأقلهم احتمالا للفساد، دون أن أُدْخل فى حسبانى تصنيفهم بين إسلامى وغير إسلامى!.

أصلا، أنا أشعر بعدم استلطاف للكلمة! وأحس أنها مُقحمة ومؤذية. أقصد صفة «إسلامى»، التى شاع استخدامها فى الآونة الأخيرة.

معلوماتى، وأرجو أن يصححها لى المتخصصون فى الصرف، أن صفة «المسلم» تطلق على الإنسان، فيُقال: رجل مسلم أو امرأة مسلمة، بينما تُطلق صفة «الإسلامى» على غير الإنسان مثل الحضارة الإسلامية- الفتح الإسلامى.

والآن منذ أن صرنا نستخدم الصفة «إسلامى» فى غير مدلولها اللغوى، صارت عنوانا للتمييز بين المسلمين، وتصنيفا لهم، هذا مع أن القرآن يقول: «فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى».

وعلى كل حال، فإننى لو اضطررت لاستخدامها، للتعبير عمن أراه مؤهلا للقيام بالمشروع الإسلامى، فإننى لا أجد من أستطيع أن أصفه بها- بقلب مستريح- غير البرادعى. هذا لو كنت تُسلّم معى أن الإسلام فى جوهره توحيد ومكارم أخلاق، يبلغ ذروته فى العمل الاجتماعى.

البرادعى لا يطلق لحيته ولا يرتدى جلبابا، ولكنه- فى اعتقادى- هو الرجل الذى تحققت فيه مقاصد الإسلام الكبرى، إذ إنه الرجل الذى جاهد أعظم الجهاد «كلمة حق فى وجه سلطان جائر»، ولم يعقد صفقات مع النظام الفاسد، وتصدّق بعرضه وسمعة بناته فداء لوطنه!

البرادعى هو المرشح الإسلامى بالنسبة لى، لأنه ابن الناس الطيبين، الذى لم يقبل الحرام على نفسه وأولاده، واجتهد فى عمله حتى بلغ ذروته، وعرف حق الفقراء فى ماله، وتبرع للعشوائيات فى صمت، ودون رياء، بجائزة نوبل!.

البرادعى هو المرشح الإسلامى بالنسبة لى، لأنه عفيف اللسان، صاحب مبدأ وتدين حقيقى. لا يكذب ولا يبتاع بدينه عرض الدنيا الزائل، ولا يتاجر بحجه وصدقته وصلاته.

إننى أتساءل: من الأقرب لمقاصد الشريعة الغراء: البرادعى أم الشيخ حازم والبلكيمى! هو أم علماء السلطان الذين تعاملوا، وعاونوا الحاكم الظالم، بالمديح أحيانا، وبالصمت أحيانا على فساده! ومن عجب أن هؤلاء هم الذين يشككون فى دينه وصلاحه! ومن عجب أيضا أنه رفض الحصول على جنسية أجنبية، فى وقت لم يكن الترشح فيه لرئاسة الجمهورية يخطر على بال أحد! ولأنه رجل المبادئ فقد اعترض على شرط الجنسية، برغم أنه يصب فى صالحه، ذلك أنه اعتبره ردة إلى هتلر ونقاء الجنس العنصرى!

وفى النهاية البرادعى إنسان، كأى إنسان، له أخطاؤه. بل وأضيف أنه يفتقر للكاريزما وضربة المغامر والزعامة المتواصلة مع الشعب. لكننا نثمن مزاياه، وندافع عنه أمام هجمة شرسة من ناس يظلمون الإسلام حين يرفعون علمه ويرتدون رداءه.

وإذا كان للبرادعى من ذنوب، وبالتأكيد اقترف الكثير من الذنوب، مثلنا جميعا، فإنى أرجو أن يغفرها الله له، تفضلا وإحسانا! فالأمور تجرى فى الإسلام بطريقة المقاصة: «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ». والله يعفو ويغفر ويصفح الصفح الجميل.

للإسلام وليس للبرادعى: النزاهة والصدق والعدالة الاجتماعية هى مبادئ الإسلام الحقيقية، حتى بدون لحية وجلباب ومظاهر.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية