x

ضياء رشوان دفع المفسدة هو الأولى ضياء رشوان الجمعة 04-05-2012 21:01


المقدمات التى تتوالى خلال الأيام السابقة فيما يخص الانتخابات الرئاسية، التى ستبدأ بعد أقل من عشرين يوماً توضح أننا بصدد فوضى حقيقية وكارثة قد تقع فى البلاد بعد انتهاء الجولة الأولى لهذه الانتخابات، التى قد تكون الأخيرة والحاسمة.

فمن ناحية قام المرشح السلفى المستبعد الأستاذ حازم أبوإسماعيل بتعبئة هائلة لأنصاره، الذين انضم إليهم بعض القطاعات الثورية الصغيرة، لكى يحاصروا وزارة الدفاع، رافعين مطالب وشعارات تصب جميعها فى معنى واحد، وهو أن التلاعب والتزوير فى الانتخابات الرئاسية قد بدأ بالفعل، وسوف يتواصل حتى إعلان نتيجتها النهائية.

من ناحية أخرى، صرح مرشحون آخرون أساسيون وبعض أنصار مرشحين أساسيين آخرين بتخوفهم من تزوير الانتخابات الرئاسية، وأن الشعب المصرى سوف يقوم بثورة جديدة فى هذه الحالة، وأنهم إما سينضمون إليها أو سيكونون فى مقدمتها.

والملاحظ أن كل هذه التصريحات والتخوفات من تزوير الانتخابات الرئاسية تأتى من المرشحين المحسوبين على التيار الإسلامى باستثناء واحد منهم، بينما لم يصدر عن باقى المرشحين سواء المحسوبون على قوى الثورة الليبرالية والقومية واليسارية أو المنتمون للأحزاب وجهاز الدولة السابق أى شكوك أو تحذيرات أو تهديدات فيما يخص نزاهة الانتخابات الرئاسية وردود أفعالهم، إذا ما جرى فيها تزوير.

والغريب أن تأتى شكوك تزوير الانتخابات الرئاسية من المنتمين للمعسكر الإسلامى، الذى حصد فى الانتخابات البرلمانية أغلبية ساحقة فى المجلسين، وكان هو الأكثر استفادة من نزاهتها التى تمت فى ظل نفس المجلس العسكرى الذى يقوم بإدارة البلاد،

وسيقوم بالإشراف على الانتخابات الرئاسية التى يشككون فيها. والغريب أكثر هو أنه لا شىء كبيراً حدث خلال فترة الإعداد للانتخابات الرئاسية يدفع المتخوفين من تزويرها إلى إعلان ذلك والتعبئة الواسعة لأنصارهم حوله، فالمادة 28 من الإعلان الدستورى التى تحصن قرارات لجنة الانتخابات الرئاسية وتضع شروط الترشح للرئاسة لم تكن فقط من المواد، التى استفتى المصريون عليها ووقف التيار الإسلامى كله وراء الموافقة عليها بكل قوته، بل أيضاً فإن اللجنة التى وضعت نصوصها رأسها المفكر الإسلامى طارق البشرى وضمت القيادى الإخوانى صبحى صالح.

أما الأخطر فيما يحدث اليوم من ترويج لفكرة احتمال تزوير الانتخابات الرئاسية وأن رد الفعل على ذلك سيكون ثورة جديدة،

فهو أننا سنواجه احتمالات كبيرة لرفض نتيجة الانتخابات الرئاسية من جانب من لم يحالفهم الحظ فيها، متحججين حينها بمقولة التزوير، متخذين فى هذا الرفض سبل الاحتجاج والتظاهر والاعتصام ورفض الاعتراف برئيس البلاد الجديد المنتخب. إن مجرد ورود هذا الاحتمال الخطير معناه الوحيد هو أن البلاد ستدخل ساعتها فى صراع واسع حول الشرعية وآخر أوسع بين القوى المنتصرة والمهزومة فى انتخابات الرئاسة وأنصار كل منها من عموم المصريين، بما سيضع ليس فقط مستقبل الثورة،

بل مستقبل الوطن كله فى خطر هائل وتفاعلات سيدفع المصريون جميعا أثمانها الفادحة.

إن الضمير والأخلاق والأديان والمسؤولية الوطنية تنادى اليوم جميع المتصارعين فى الساحة السياسية عموماً وساحة الانتخابات الرئاسية خصوصاً أن يراعوا الله فى مصلحة البلاد والعباد، وأن يقدموا المصلحة العامة على المصالح الخاصة، وأن تكون قاعدتهم فى التفكير والحركة أن «دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية