«مقال اليوم».. خدمة من بوابة «المصري اليوم» لإبراز أحد مقالات الرأي يوميًا لتسليط الضوء على مضمون المقال وأبرز ما ذكره الكاتب.
«المصري اليوم» تزخر بمجموعة من أبرز المفكرين والكُتاب والمُتخصصين، من بينهم الكاتب وجيه وهبة، الذي سلط الضوء، في مقاله المعنون بـ«إحسان ٤٩» على مقالين كتبهما الروائي والصحفى الراحل إحسان عبدالقدوس في عام 1949.
«وهبة» بدأ مقاله: «يعد البعض إحسان عبدالقدوس صحفيًّا وكاتبًا سياسيًّا من الطراز الأول، وهو لدى البعض الآخر روائى في المقام الأول. وقد كان صاحب بصمات جريئة شجاعة في كل ما كتب وخطه قلمه، سواء أكان نقدًا سياسيًا واجتماعيًا، أم إبداعًا أدبيًا. ولقد دفع ثمن جرأته وشجاعته في كل العهود.. في العهد الملكى وفى العهد الجمهورى أيضًا. فعلى الرغم من المناخ الليبرالى الديمقراطى نسبيًاـ في النصف الأول من القرن العشرين ـ فإن الصحافة لم تكن تنعم بفترات طويلة ومتصلة من الحرية، فكثيرًا ما كانت تعانى من كيد تبدل أهواء الحكومات، وكثيرًا ما كانت تعانى من الرقابة حين تُفرض الأحكام العرفية».
تابع: «يقول إحسان: ضبطت مرة رقيبًا في دار الهلال متلبسًا بشطب فقرة من مقال الأستاذ فكرى أباظة بك، فأطحت قلمه من يده في الهواء بخبطة من يدى، وأنا أصرخ: لا انت ولا رئيسك ولا وزيرك تستطيعون أن تحكموا على رأى فكرى أباظة ووطنيته ومدى مسؤوليته عما يكتبه. وأحنى الرقيب رأسه، ولكنى ما كدت أغادره حتى شطب المقال كله».
يواصل الكاتب مقاله: «فى ذات العام (١٩٤٩)، وكان شيخ الأزهر قد أصدر بيانًا طالب فيه بتحريم نشر الصور العارية في الصحف. يعلق الكاتب الشاب إحسان على بيان شيخ الأزهر ـ في نفس العدد ـ تعليقًا يبين عن رؤيته التقدمية الجريئة للمرأة، منذ وقت مبكر»، يتابع: «يقول إحسان: الصور العارية، مقصود بها صور النساء فى ثياب البحر، لأن الصحافة فى مصر لم تتطور إلى حد نشر صور النساء بغير ثياب البحر. إن الصحافة مرآة الشعب،.. والصحافة المصرية، صحافة راقية وإذا كانت تنشر صور نساء مرتديات ثياب البحر، فلأن النساء يرتدين فعلًا ثياب البحر. يرتدينها على الشواطئ أمام بصر الحكومة ورجال الأزهر».
يستعرض «وهبة» مقال إحسان عبدالقدوس، ثم يختتم: «خابت توقعاتك سنة ٤٩ يا أستاذ إحسان.. لقد استطاعوا وشاهدت بنفسك ذلك قبل رحيلك عن دنيانا. وربما علمت أيضًا بالتحرش الجمعى، الذي لا يترك (العاريات) ولا (الكاسيات)، لا الكبار ولا الصغار. ولم تفلح سياسة وذهنية الإخفاء والكبت والمنع.. منع نشر صور لابسات المايوهات، وإخفاء الوجوه والأجساد. بل ربما كانت من بين أسباب تفجر التحرش.. الجمعى والفردى.. الخفى والعلنى».
لقراءة المقال كاملاً، اضغط هنا