قال الرئيس محمد مرسي، في كلمته، بمؤتمر فعاليات اللقاء الشعبي حول حقوق مصر المائية، الإثنين، إن «الشعب يصبر على كل شيء إلا أن تهدد حدوده أو أمنه، أو يعتدي عليه أي عدو، ولا يسمح بأن تمس كرامته، أو يهدد شريان حياته، ويقتلع كل من يعتدي عليه.
وأضاف مرسي أن «حضارة الشعب المصري قامت على ضفاف نهر النيل، مشغول بالتحديات التي فرضت علينا، وبالاعتماد على إرادة الشعب المصري سنقهر كل الصعاب».
وتابع: «المشكلة التي نواجهها لم تكن وليدة اللحظة، إنما حصيلة تراكمات سابقة من النظام البائد».
وأردف: «تقيييم مشروع سد النهضة الإثيوبي لا يتم بمعزل عن استعراض الاتصالات، التي تقوم بها مصر مع إثيوبيا والسودان، هما شعبان صديقان وشقيقان نقدرهما ونحترمهما، ولا ضرر ولا ضرار، أتواصل معهما منذ مايو 2011، والقطيعة وتهميش أفريقيا لن يكونا بعد الآن، فنحن امتداد لشعوب حوض النيل، شاركت مصر في اجتماعات لجنة الخبراء الدولية، والجهود تتواصل ومستمرة، وعقدت اللجنة 6 اجتماعات وأربع زيارات ميدانية، وتبين أن الدراسات المتوفرة لا تتناسب مع مشروع بهذا الحجم».
واستطرد: «قام الجانب المصري بإعداد دراسات موازية مستعينة بخبراء دوليين، وتبين وجود مؤشرات سلبية على نصيب مصر المائي إذا أقيم السد، وشهد العامان المنصرمان علاقات متبادلة على أعلى مستوى مع الجانب الإثيوبي، ووصل إلى حجم استثمارات كبيرة في إثيوبيا بلغ 2 مليار دولار».
وتابع: «إلى الشعب المصري مسؤوليتي تحملني بأن أصارحكم بكلامات واضحة دون لبس أو غموض عن أمن مصر المائي، فأمن مصر المائي لا يمكن تجاوزه، أو يتم المساس به على الإطلاق، وإنني كرئيس للدولة جميع الخيارات مفتوحة للتعامل مع ملف سد النهضة الإثيوبي، فالمصريون بثورتهم جاءوا برسالة سلام، ولسنا دعاة حرب، ولكننا لن نسمح بتهديد أمننا القومي، إن عظمة الشعب المصري تكمن في لحمته وقت المحن، ونحن مستعدون لأي أزمات».
وأضاف: «رسالتي للقوى السياسية أن إطلاق الحريات من قيم الثورة، والاختلافات السياسية ظاهرة ديمقراطية، لكن إزاء التحديات الكبرى التي تواجه الوطن فإني أدعو الجميع لتناسي الخلافات والتعاون جميعًا، وإجراء مصالحة وطنية شاملة تنطلق من الرؤية الموحدة لهذا الملف المهم».
وأشار إلى أنه مستعد للذهاب للجميع من أجل مصلحة الوطن، مؤكدا أن هذا وقت الاصطفاف الحقيقي والوطن يحتم علينا أن نكون يدًا واحدًا، وهذا رغبة في تحقيق مصلحة الوطن، علينا أن نلتحم جزءًا واحدًا للوصول لاستراتيجية واحدة بين القيادة والشعب لحماية الحاضر والمستقبل».